يختلف الناس عن بعضهم البعض فنحن لا نستطيع أن نرى شخصين متماثلين تماماً في تصرفاتهم وأطباعهم حتى ولو كانوا توأمين متطابقين، وهذا الأمر هو الذي يعطي الحياة والبشر جمالهم الخاص ورونقهم، إلّا أن الناس في العادة يعتمدون على الصورة الخارجية للحكم على أنفسهم وعلى غيرهم وهو ما زاد في الآونة الأخيرة مع ظهور الصحف والمجلات والتلفاز والذي أصبح يصور للناس الصورة المثالية الوهمية التي يجب أن يكونوا عليها من أجل أغراض مادية بحتة، فنتج عن هذا أن أصبحت توجهات الناس وأفكارهم نحو الصورة الخارجية التي رسمها الإعلام بأنها هي الصورة المثالية ونسوا أن الأمر الأهم هو الطباع الداخلية لهم وحب الناس على جميع أشكالهم وأطباعهم واستقلالية الذات بالشكل والفكر وطريقة الحياة وطبيعة التفكير التي تميز كل واحد منّا عن الآخر.
ونتج عن هذه الأمور كلها أن قلت ثقة الناس بأنفسهم وما زالت تنحدر ثقتهم بأنفسهم بشكل مستمر مع انحدار المنظومة الفكرية في المجتمع بشكل عام نحو المقارنات التي تكون بلا معنى ولا تدف إلّا للبس أقنعة وهمية تجعلنا نخفي الصورة الحقيقية التي تبين جال كل واحد منّا وتجعلنا مميزين بذاتنا وأفكارنا، فإنّ أول خطوة للثقة بالنفس هو أن تحب ذاتك بكل تفاصيلها كالشكل والطباع والصوت وغيره فكل شخص منّا هو نسخة فريدة من نوعه لا يوجد أحد يماثله منذ أن خلق آدم عليه السلام وحتى قيام الساعة، فلا داعي للحاق وراء وهم الموضة من أجل إرضاء وإعجاب أشخاص لا يهمّنا أمرهم حتى ولو قليلاً، فالأشخاص الحقيقيون الذين نسعى لنيل حبهم لن ينظروا إلى الشكل الخارجي لنا بل سينظرون إلى طباعنا وفكرنا.
ومن المهم أيضاً من أجل زيادة الثقة بالنفس اكتشاف مواهبك ونقاط قوتك والتركيز على هذه النقاط مهمّا كانت فلا يوجد داعٍ لأنّ يتصنع أي شخص امتلاكه لأي نقاط قوة لا يملكها فهذا التصنع الكاذب يعمل على إضاعة العمر وعيش لحظاته وأنت كاره لنفسك لعدم إتقانك لمهارات لا تمتلك القدرة على امتلاكها، أمّا التركيز على النقاط الإيجابية في ذاتك وفي حياتك فهو ما سيساعدك على أن تحب نفسك والتي تعتبر أول خطوة من أجل الثقة بالنفس فأنت لا تستطيع الوثوق بشخص لا تحبه حتى ولو كان هذا الشخص هو ذاتك، ولا يعني هذا الأمر إهمال النقاط السلبية بل من الممكن التقليل منها على قدر المستطاع مع عدم الاهتمام كثيراً بتطويرها لتصبح نقاطاً إيجابية فهذا يتبر ضرباً من المستحيل.