الثقة بالنفس
تعدّ الثقة بالنفس بأنّها من الأمور المُكتسبة والتي يمكن تعلمها واكتسابها مع التجارب والخبرات الحياتية المختلفة، وليست أمراً موروثاً يولد مع الإنسان، وهي تأخذ بعض الوقت والجهد فلا يجب الاستعجال للحصول عليها، ويجب الوصول إلى نوعٍ من أنواع التوازن عندما يتعلق الأمر بالثقة بالنفس، فلا تكون متدنيّةً بحيث تمنعك من السعي لتحقيق أحلامك، ولا تكون مفرطةً؛ بحيث تدفعك للمخاطرة والتسرع والعمل دون تفكير.
زيادة الثقة بالنفس
الصوت الداخلي
تبدأ الخطوة الأولى للتغيير من الداخل فالأفكار هي الأساس؛ حيث إنّ الأفكار والخواطر التي تجوب في أنفسنا تتكرر مرات عديدة وتتحول بذلك إلى معتقدات راسخة، نصدّقها ونؤمن بها كمسلّمات، وبعدها تبدأ هذه المسلمات بالظهور على شكل سلوك، والسلوك يتكرّر مرات عديدة فيصبح عادةً متأصلة فينا وجزءاً من شخصيتنا لا نفكر ولا نبذل الجهد لإظهاره.
يكون تغيير الأفكار أو الصوت الداخلي السلبي حسب الطرق وخطوات التالية:
- حدّد الأفكار السلبية وانتبه لها، لا تدعها تمر بخاطرك بشكل طبيعي ولكن قف عندها وحددها، كأن تفكر بينك وبين نفسك "سأفشل" أو "ما احتمالات أن أنجح بالقيام بذلك" أو "لن يسمعني أحد" أو غيرها من الأفكار السلبية.
- بعد أن حدّدت أفكارك السلبية حوّلها إلى أفكار إيجابية؛ حيث يجب أن تجد أفكاراً لتحل محل تلك الأفكار السلبية، وبالطبع ستجد بعض الصعوبة والمقاومة من نفسك لأنّ تلك الأفكار السلبية تكررت كثيراً وأصبحت عادةً متأصّلةً فيك ويحتاج تغييرها في البداية إلى بذل بعض الجهد.
ومن الأمثلة على الأفكار البديلة أن تقول في نفسك: "سأحاول على أية حال" أو "إن كان احتمال النجاح واحد بالمئة هذا يعني أنني سأحاول 99 مرة ولكنني في النهاية سأنجح بالتأكيد" أو "سأقول رأيي وأتكلم وإن لم يسمعني الناس، من حقي أن أعبّر"؛ فهذه الأفكار هي التي يجب أن تستبدل بها الأفكار السلبية السابقة؛ حيث إنك ستتنبه إلى الفكرة السلبية وتقف عندها وتحاول استبدالها بفكرة إيجابية وتقنع نفسك بها وتتخيلها حقيقية أمامك.
- ابدأ بخطوة صغيرة ثم صعّد الأمور، ابدأ بفكرة ثمّ بفكرة أخرى، وهكذا حتى تكون أفكارك الإيجابية خلال اليوم أكثر من أفكارك وخواطرك السلبية.
نظام أو برنامج للمساندة
- الأصل في التغيير وبداية التغيير تبدأ منك أنت ومن داخلك ومن أفكارك وتمتد إلى سلوكك وعاداتك، ولكن يمكن تسهيل التغيير إذا لم تكن هناك أي حواجز خارجية تمنع أو تثبط هذا التغيير، وبل على العكس تساعد وتشجع عليه، ويكون ذلك بأن تحيط نفسك بشبكة من الأشخاص الإيجابيين الذين تتمنّى أن تكون مثلهم أو الأشخاص الذين يدفعونك ويحفّزونك على التغيير، وقد تكون على صلةٍ مباشرة معهم أو تتابعهم عن طريق قراءة كتب أو مقالات كتبوها أو برامج أعدّوها على الراديو أو التلفاز أو الإنترنت، فكّر بهم باستمرار وتأمّل صفاتهم التي تعجبك ولاحظ كلامهم وسلوكهم.
- أبعد الناس السلبيين الذين تشعر أنهم قد يؤخرون التغيير أو يدفعونه للوراء، ولا أقصد بالابتعاد هنا الابتعاد المادي، فقد لا تستطيع الابتعاد فعلياً عن بعض الأشخاص لأنك تسكن معهم - مثل أحد أفراد العائلة - أو لأنك تدرس أو تعمل معهم وبذلك تكون مضطراً للتواجد معهم بشكل يومي، ولكن يمكنك أن تُبعدهم عن أفكارك وتقنع نفسك أنك لن تتأثر بكلامهم أو أفعالهم، ففي النهاية أنت شخص عاقل مستقل، وتستطيع تكوين أفكارك الخاصّة دون أن يعبث أحد برأسك.
البيئة من حولك
- المقصود هنا البيئة الماديّة من حولك، وليس المقصود الأشخاص والناس كما في الخطوة السابقة، ابتعد عن الأشياء والأمور التي ترتبط بعقلك بالأحاسيس السلبية، وهنا قد تبتعد بنفسك عن نوع من أنواع المسلسلات التي تتابعها والتي قد تجلب نوع من الكآبة والتفكير القلق إلى نفسك أو قد تتجنّب نوعاً من أنواع الأفلام أو الكتب أو الموسيقى. وكما في كل الطرق وخطوات السابقة تستبدل الشيء السلبي بشيء إيجابي، فاقرأ مثلاً كتباً ومجلات تساعد في بناء ثقة أعلى، وشاهد مسلسلات وأفلام وبرامج ذات محتوى إيجابي تجعلك تشعر بالسعادة أو التفاؤل أو الحماسة بعد مشاهدتها.
- املأ وقتك بهواية، سواء بأن ترسم أو تكتب أو تقرأ أو تحفظ الشعر أو تخيط أو تحيك الصوف أو غيره؛ فالشعور بالإنجاز يجلب الشعور بالثقة ويعززه، فليس شرطاً أن تُري الناس كتاباتك مثلاً وأن يعجبوا بها دائماً وليس شرطاً أن تريهم رسوماتك ولوحاتك، ولا بأس أن تحتفظ بها لنفسك وتكون فخوراً بها لأن الثقة المطلوب بناؤها هنا هي ثقتك أنت بنفسك وليست ثقة الآخرين بك.
ركز على نقاط قوتك
- ركّز تفكيرك وعملك على نقاط قوتك وعلى مميزاتك وما تُجيد القيام به، وحسّن نفسك أكثر وتعلّم أكثر؛ فالمعرفة والمهارة بعمل شيء معين تزيد الثقة بالنفس.
- تقبّل مديح الناس ومجاملاتهم عن مميزاتك ونقاط قوتك؛ لأنّ الأشخاص الذين يعانون من نقص في الثقة بالنفس في العادة يحرجون أو حتى ينزعجون من مديح الناس لهم، لأنهم لا يرون نقاط القوة في أنفسهم ولا يصدّقون بوجودها، لذلك يجب أن تتعلم أن تلاحظها في نفسك وتتقبلها حتى تتقبّل المديح وترد بعبارة شكر وابتسامة.
- لا تفكر بإخفاقاتك ولا تتمسّك بها كثيراً، فانظر إلى المستقبل وإلى الحاضر ولا تنظر إلى الماضي لأنه مضى وانتهى ولن يفيدك في شيء بل ربّما قد يعيقك عن التقدم.
الصحة
الحالة الجسديّة الجيدة قد تساعدك على زيادة الثقة بنفسك، ويمكنك أن تلاحظ سلوك اللاعبين والرياضيين المحترفين ومقدار الثقة بالنفس الذي يملكونه، لذلك يُفضّل أن تمارس الرياضة بشكل دوري وتأكل غذاءً صحيّاً ومتوازناً، وتحصل على قدر جيّد من النوم.