الإسكندر المقدوني
يزخر التاريخ بأسماء العديد من القادة ممن تميّزوا بشجاعتهم وحنكتهم وقدرتهم العالية على القيادة، ممّا أدى إلى فتح الكثير من الفتوحات الإسلامية ودخول الكثير من سكانها إلى الإسلام، ومن القادة الّذين حيّروا التاريخ هو القائد الإسكندر المقدوني، فقد استطاع هذا القائد أن يسيطر على المساحات الكبيرة من الأراضي خلال فترةٍ زمنيةٍ قصيرة، وقد كان متميّزاً منذ نعومة أظفاره، فلنتعرّف على حياة هذا القائد الفذ.
ولادته ونشأته
هو الإسكندر الثالث المقدوني بن فيليب الأعور، ولد في اليونان في 20 يوليو من عام 365 قبل الميلاد في مدينة پيلا.
أسماؤه وألقابه
اسم الإسكندر المقدوني في اليونانية هو (: ?????????? ? ?????؛ نقحرة: ألكساندروس أوميگاس)، وله عدة أسماء منها الإسكندر الأكبر، والإسكندر الكبير، والإسكندر ذو القرنين ولكن من أشهر أسمائه الإسكندر المقدوني نسبةً إلى مدينة مقدونيا. كما أنّه لُقِّب بالعديد من الألقاب منها: القائد الأوّل للجيوش، وملك مقدونيا، وشاه فارس.
شخصيته
كانت شخصيّة الإسكندر مميزةً منذ أن كان صغيراً، فكان مولعاً في الفلسفة والفلاسفة، لدرجة أنّه كان يتمنّى أن يصبح ديوجين السينوبي لو لم يكن الإسكندر، وقد كان يحب الرياضات الثقيلة الّتي فيها الكثير من العنف.
كما أنّه كان قياديّاً لا يقبل أن يرغمه أحد على شيءٍ لا يريده، وكان يحب أن يكون ذا مجدٍ وبأسٍ، وكان طيب القلب بالرغم من أن الكثيرين هاجموه لأنه قتل أصحابه وهو فاقد لوعيه نتيجة الخمر.
جانب من حياته
استلم الإسكندر عرش مقدونيا عام 336 قبل الميلاد بعد أن قام كبير الحرس الملكي الخاص بوالده بقتله (والد الإسكندر)، واختلف التاريخيون حول سبب قيام هذا الحارس بقتل الملك، حيث يتهم الكثير منهم الإسكندر بأنه هو من دبّر ذلك لأسبابٍ مختلفةٍ.
كان الإسكندر هو اليد اليمنى لوالده الملك فيليب في معركة كيرونة الّتي حصل منها الملك فيليب على سيادة بلاد الإغريق، وهذه الخبرة العسكريّة ساعدت الإسكندر في الحكم، وعندما تسلّم الحكم ثارت عليه بعض القبائل ولكنّه أخضعها جميعها بالقوة، ثم بدأت الفتوحات لديه من شرق البلاد الآسيوية إلى الحدود الهنديّة.
وفاته
كانت وفاة الإسكندر المقدوني من أكبر المفاجآت الّتي هزّت البلاد، حيث إنّه بدأ يتراجع ويُصاب بفتور الهمة بعد موت صديقه المقرّب (هيفسيتيون)، وأخذ يشرب الخمر بكثرة لينسى أحزانه وهمومه، وفي نفس الوقت كثرت المكائد الّتي كانت تُكاد للتخلّص منه، وقد أصبح كثير الهواجس والاعتقاد بأفكار الكهنة والعرافين
قبل وفاته بعشرة أيام أُنهك جسده بالكثير من الشعائر، ومع وجود الحمّى لديه فإنّ جسمه انهار سريعاً وتوفي بصورةٍ مفاجئة في 13 حزيران من عام 322 قبل الميلاد في قصر نبوخذ نصر الواقع في بابل العراق عن عمر اثنين وثلاثين سنة.