دولة اليمن الجنوبية
يطلق عليها اسم جمهورية اليمن الديموقراطية، وعاصمتها عدن، وهي إحدى الأجزاء التي شكلت دولة اليمن الحالية، حيث كانت تحتل مساحة بلغت حوالي 332 كم2، من مجمل مساحة اليمن والتي تبلغ 527 كم2.
أرادت الدولة البريطانية العظمى توسيع مناطق نفوذها في العالم، ولذلك بدأت بسياسة الاستعمار وفرض الحماية على الدول التي تم اعتبارها بدائية وغير متقدمة، وقد كانت اليمن من إحدى الدول العربية التي تبعت لبريطانيا منذ العام 1839م، حيث صبّ الإنجليز اهتمامهم على مدينة عدن تحديداً والواقعة في المنطقة الجنوبية من اليمن، وكانوا يبذلون ما في وسعهم للحفاظ عليها وحمايتها من الجماعات الزيدية، لذلك بدؤوا بالتوسع في جميع المدن والمناطقة المحيطة بها.
سعت بريطانيا إلى تشكيل وحدة في المنطقة الجنوبية اليمنية المحيطة بعدن، وذلك لتسهيل السيطرة عليها من لندن، ولكن تمّ مقابلة هذه المساعي بالرفض من قبل العديد من سادة ومشايخ اليمن والذين كانوا موزعين على إحدى وعشرين منطقة، ولكن في النهاية رضخت أربع مناطق للخطط البريطانية وتمّ تأسيس الاتحاد الجنوبي العربي في العام 1965م.
بداية الثورات لتحرير الجنوب اليمني
منذ تأسيس الاتحاد الجنوبي، لم تهدأ الثورات الرافضة لهذه التقسيمات البريطانية، ومن أبرز المعارضين الذين ظهروا في تلك الفترة: الجبهة القومية للتحرير، وجبهة تحرير جنوب اليمن، حيث كانت هذه الجبهات تتلقى الدعم من الرئيس المصري في تلك الفترة جمال عبد الناصر، وقد قاموا بثورة أطلق عليها اسم ثورة الرابع عشر من أكتوبر، حيث استطاع الثوار من خلالها السيطرة على غالبية المناطق الجنوبية، بالإضافة إلى قتل المندوب البريطاني الأمر الذي دفع البريطانيين إلى اتخاذ قرار الانسحاب من اليمن في العام 1968م بعد التفاوض مع قحطان الشعبي.
بعد الانسحاب البريطاني من اليمن، أصبح هناك مشاكل وعيوب بين الجبهة القومية للتحرير من جهة وجبهة تحرير الجنوب من جهة أخرى، فكان كل منهما يرغب في باستلام الحكم والسيطرة على المنطقة، وقد كانت الكفة ترجح لصالح الجبهة القومية التي تمركزت في المناطق الشمالية والتي ضمّت العديد من الأشخاص المثقفين والمتعلّمين بالإضافة إلى الشخصيات ذات النفوذ، هذا عدا عن عدد سكان المناطق الشمالية التي كان يفوق بملايين عدد سكان المناطق الجنوبية.
بداية المشاكل وعيوب داخل الجبهة القومية
احتوت الجبهة القومية على حزبين سياسيين، وهم اليساريين، واليمينيين الذين كان يقودهم قحطان الشعبي، وقد اتبع كل حزب من هذه الأحزاب أهدافاً وقرارات منفصلة أدّت إلى نشوب الخلافات التي انتهت بالإطاحة بالجهة اليمينية وإلقاء القبض على قحطان الشعبي، حيث تولى الرئاسة اليساريون بقيادة سالم ربيع، والذي قام بسن دستور جديد وقام بمجموعة من الإصلاحات الاقتصادية والتحالفات السياسية مع الدول الاشتراكية وأهمّها الاتحاد السوفيتي، بالإضافة إلى الدول الغربية والعربية الأخرى.
كان رئيس اليمن الشمالي في تلك الفترة هو إبراهيم الصالح، والذي يعتقل أنّه تم اغتياله بأمر من سالم الربيع الأمر الذي أدى إلى تجدد الخلافات مع اليمن الشمالي والتي زادت حدتها عام 1978م، عندما وجدوا أنّ الرئيس عبد الفتاح إسماعيل يقوم بدعم المعارضة اليمنية بقيادة علي عبد الله صالح، حيث قامت حرب الجبهة بدعم من الولايات الأمريكية المتحدة بالإضافة إلى الاتحاد السوفيتي.
انتهاء الجمهورية اليمنية الجنوبية وتوحيد اليمن
بعد انتهاء حرب الجبهة، استلم علي ناصر محمد الرئاسة بعد استقالة عبد الفتاح، وقامت حرب أهلية أخرى في العام 1986م نتيجة للهجوم الذي قام به تابعي علي ناصر على مكاتب الحزب اليساري، حيث أدّت هذه الحرب إلى نهاية الجمهورية اليمنية الجنوبية، والتي تم توحيدها مع اليمن الشمالية في العام 1990م، برئاسة حيدر أبو بكر العطاس.