إنّ أوّل سؤال يتبادر إلى ذهن القارىء حين يشرع بقراءة الموضوع ،ماذا يعني؟ لكي يستطيع بعد ذلك فهم المواضيع المتعلّقة به ولكي نلقي الضوء على هذا الموضوع (التفكير) لا بد لنا أن نعرّفه:
فتعرف ما هو التفكير وماذا نعني به؟
خرج الباحثون والدارسون بتعاريف كثيرة للتفكير نوجز أشهرها هنا ونبدأ بتعريف ومعنى جون ديوي G.Dewe :
• يقول جون ديوي(1)"إن التفكير هو النّشاط العقلي الذي يرمي إلى حل مشكلة ما".
• تعريف ومعنى فتحي جروان(2):"التّفكير هو سلسلة من النشاطات العقليّة غير المرئيّة التي يقوم بها الدّماغ عندما يتعرّض لمثير يتم إستقباله عن طريق واحدة أو أكثر من الحواس الخمسة، بحثاً عن معنى في الموقف أو الخبرة، وهو سلوك هادف وتطوري، يتشكّل من داخل القابليّات والعوامل الشخصيّة والعمليّات المعرفيّة وفوق المعرفيّة، والمعرفة الخاصّة بالموضوع الذي يدور حوله التفكير.
• تعريف ومعنى شاكر عبد الحميد(3):"التفكير هو عبارة عن مجموعة من العمليّات العقلية الداخلية التي تهدف إلى حل مشكلة أو اتّخاذ قرار أو الالبحث عن المعنى أو الوصول إلى هدف معيّن، وغالباً ما يسبق هذه العمليّات القيام بفعل معيّن أو النطق بقول معيّن".
لو لاحظنا التّعريفات السّابقة لوجدنا أنّها تلتقي في أنّ التفكير هو نشاط عقلي يالبحث عن حل لمشكلة ما وهو أبسط تعريف ومعنى للتفكير يمكن أن يدركه العقل.
ونلاحظ في تعريف ومعنى فتحي جروان أنّ التعريف ومعنى لم يتطرق ووسائل للتفكير فحسب بل تعدّاه إلى ذكر خصائصه من خبرة، وتطوّر، وتشكّل، ولأنّه سلوكٌ هادفٌ نستنتج من هذا أن الباحثين والدّارسين حينما يتطرقون لتعريف ومعنى مصطلح ما فإنهم يعرّفونه كل حسب تخصّصه وبحثه وما يركّز عليه فيه ،فنجد ديوي ركّز فقط على أنّه نشاط عقلي يرمي لحل مشكلة ما وقد ركّز على حل المشكلة كهدف لهذا النّشاط في حين أن فتحي جروان ركّز على أنّه نشاط عقلي يثار فيه الدّماغ بواسطة واحدة أوأكثر من الحواس الخمس للالبحث عن معنى أو موقف أو خبرة وشمل التعريف ومعنى ذكر خصائص التفكير :وهي الخبرة والتطور..إلخ. وذكر عبد الحميد أن الهدف من التفكير أيضاً إتخاذ قرار ويسبق عملياته عادة اللفظ أو القول.
خصائص التفكير:
إنّ التّفكير عملية عقلية منظمة ولها خصائص نستطيع أن نستنتجها من التعاريف السّابقة:
1.التفكير عملية تعتمد على عدد من العمليات من خلال النشاط العقلي.
2.التفكير سلوك هادف إذ إنه يتم لهدف ويهدف إلى حل مشكلة.
3.التفكير عملية يمكن تعلمها وتطويرها بالتدرب عليها.
4.التفكير يعتمد على عمليات عدة تساعد في حل المشكلة مثل التحليل والتصنيف وغيرها.
5.التفكير عملية يمكن أن تقاس وتلاحظ إذ يمكن قياسها بواسطة الاختبارات.
6.التفكير عملية يقوم بها الفرد ضمن الإطار الاجتماعي والثقافي المحيط به.
7.طبيعة التفكير تميل إلى النمو والتطور كلما نضج الفرد وتعلم.
8.يؤثر عمل الدماغ على عملية التفكير.
المصادر :
1- أ.د أديب محمد الخالدي – دار وائل للنشر والتوزيع ، عمان-الأردن، ط1 2003م ، ص19بتصرف.
2- أ.د أديب محمد الخالدي - مرجع سابق، ص23-27 بتصرف.
3- أ.د أديب محمد الخالدي-مرجع سابق ص35 بتصرف.