موقعها
تقع مدينة الوديعة في الجزء الغربيّ الجنوبيّ للصحراء المعروفة باسم الربع الخالي، وهي صحراء مشهورة تقع ضمن أراضي شبه الجزيرة العربيّة في الجزء الجنوبيّ الشرقيّ منها، تقع مدينة الوديعة ضمن أراضي المملكة العربيّة السعوديّة، على الحدود مع الجمهوريّة اليمنيّة، على مفترق طرق، حيث تربط بين الدولتَين السابقتَين، وبين الجهات الأربعة الشرقيّة، والغربيّة، والشماليّة، والجنوبيّة، هذا وتنتمي الوديعة إلى محافظة نجران، فهي تابعة إداريّاً لها، وتبعد عنها مسافة تُقدّر بنحو ثلاثمئة وستين كيلومتراً تقريباً، إلى الجهة الشرقيّة منها.
تاريخها
لطالما اعتُبرت هذه المدينة عبر التاريخ من ضمن حدود منطقة اليمن، وخاصّة حضرموت، ولكن التقسيمات التي جرت في المنطقة والتي ركّزت على إعادة ترسيم الحدود بين الدّول، وخلق دول جديدة لم تكن موجودة مسبقاً، صارت مدينة الوديعة من ضمن الأراضي السعوديّة، وضمّتها إلى حدودها، حيث صارت من ضمن أراضي السلطة الكثيريّة في ذلك الوقت، وبعد أن توحّدت الدّولة تحت اسم المملكة العربيّة السعوديّة، استقرّ بدو الصعير والكرب في شرورة، والوديعة، وقد جاءت هذه التنقلّات بعد أن بدأت الحكومة في المملكة العربيّة السعوديّة بتقديم الخدمات للسّكان، ومن ضمن أبرز هذه الخدمات: الماء، والعلاج، والقروض السكنيّة.
بعد الحركات الاستيطانيّة الأولى استوطن الوديعة العديد من الناس، وشهدت هذه المنطقة هجرات كثيرة إليها، وقد كانت دوافع هذه الهجرات مختلفة من جماعة إلى أخرى، فالبعض هاجر سعياً وراء الأراضي الرعويّة، أمّا البعض الآخر فقد كانت هجرته هرباً من السياسة التي كانت متّبعة في اليمن الجنوبيّ، وهي السياسة الشيوعيّة، هذا وقد استقرّ في مدينة الوديعة عدد لا بأس به من المتقاعدين المدنيين، بالإضافة إلى المتقاعدين العسكريّين، وكلّ ذلك كما أسلفنا جاء بسبب الرغبة الكبيرة في نيل بعض الخدمات التي تقدّمها الحكومة للمواطنين هناك.
تطوّر المدينة
أقامت الحكومة في هذه المدينة العديد من المرافق الخدميّة الهامّة التي يحتاج إليها السّكان في تعاملاتهم اليوميّة، ولعلَّ أبرز هذه المرافق وأهمّها على الإطلاق: البلديّة، ومركز السلاح، ومركز الشرطة، ومدارس البنين والبنات، فقد وصل عددها إلى ثلاث مدارس للبنين وثلاث مدارس للبنات، إضافة إلى المستوصَف، وقد أُقيمت في هذه المدينة عدّة أسواق هامّة ورئيسيّة توفّر كافة احتياجات السكّان المختلفة من الملابس، والأدوات، والأطعمة، والقرطاسيّة، والأواني، والعديد من الأمور والاحتياجات الأخرى التي يحتاج إليها النّاس في كلّ زمان ومكان، كما وأنشئ مجمع إسكان خيريّ فيها يتبع للأمير سلطان بن عبد العزيز.