يتحدث العالم كله اليوم عن ما يسمى النمو السكاني و البعض يصف معدلاته بأنها عالية جداً فيطلق عليه مصطلح ( الإنفجار السكاني ) ، و النمو السكاني معروف للجميع فهو عبارة عن تزايد أعداد البشر بسبب التوالد فيضاف عدد المواليد إلى عدد السكان المحسوب آخر مرة و يطرح من الناتج عدد الوفيات فيكون الفرق الزائد في الرقم الأخير الناتج عن عدد السكان قبل زيادة المواليد و طرح الوفيات يمثل النمو في السكان .
و لكن ماذا يحدث لو كان عدد الوفيات أعلى من عدد المواليد في بلد ما ، إن ما سيحصل هو وجود ما يسمى الإنكماش السكاني و ليس النمو السكاني في تلك الدولة ، و في الحقيقة فإن ذلك نادر في العالم حيث أن معظم دول العالم فيها نمو سكاني بمعنى أن معدل الولادات أعلى من معدل الوفيات ، لكن هناك بعض الإستثناءات في بعض دول العالم ، حيث يوجد فيها إنكماش سكاني ، بمعنى أن معدل الوفيات فيها أعلى من معدل الولادات ، و قد يعجب قارئ هذا المقال من أن بين هذه الإستثناءات النادرة ثلاث دول عدد سكانها كبير جدا و هي دولة متقدمة جدا في شتى مجالات الحياة ، و هذه الدول الثلاث هي : ألمانيا و روسيا و اليابان.
إن عدد سكان روسيا اليوم حوالي 142 مليون نسمة ، و عدد سكان اليابان اليوم حوالي 127 مليون نسمة ، و عدد سكان ألمانيا اليوم حوالي 83 مليون نسمة ، و هذه الدول الثلاث و بالرغم من أن عدد السكان فيها كبير جدا إلا أنها في خطر جد عظيم ، حيث أنها و منذ عدة سنوات تعاني من معدل نمو سالب في السكان ، أي أن لديها إنكماشا في تعداد السكان بسبب أن معدلات الوفيات فيها أعلى من معدل الولادات ، و قد أشرت في الفقرة أعلاه أنها دول غنية و متقدمة جداً ، و بالتي فليس تجاوز الوفيات للولادات ناتج بسبب الموت الكثير من الحوادث و المرض و نقص العناية و ما شابه ، و لكن النقص سببه إنخفاض معدلات الإنجاب في تلك الدول بشكل كبير .
إن دولة مثل روسيا و التي عدد سكانها اليوم 142 مليون نسمة ، سوف يتلاشى شعبها عن بكرة أبيه بعد ثلاثمائة عام فقط من اليوم ، إذا ما بقيت على نفس معدل مواليدها الحالي دون رفع !