لقد ظهر علي الأمة في زمن غير بعيد بدعة جديدة و هي الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه و سلم و في ذلك قولان لعلماء العصر:
القول الأول: جواز هذا الأمر كما قال بذلك الشيخ القرضاوي و دوائر الإفتاء الرسمية في الدول الإسلامية و دليلهم في ذلك أمران:
الأول : أن الصحابة رأوا النبي صلى الله عليه و سلم و أحبوه و تعلقوا به أما الناس في هذا العصر لم يروه فيحتاجون إلى من يعرفهم به و يذكرهم بصفاته حتى يزيد حبهم له.
الثاني : أنه ورد عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه صام يوم عاشوراء لأنه اليوم الذي نجى الله فيه موسى من فرعون ثم قاسوا بالعقل ، أي اليومين احسن وأفضل يوم نجى الله فيه موسى من فرعون أم يوم ولد فيع نبينا محمد صلى الله عليه و سلم .؟
القول الثاني: على أنه محرم كما قال بذلك الشيخ ابن باز و أبو إسحاق الحويني و دليلهم في ذلك عدة أمور:
أنه لم يرد عن الصحابة و لا التابعين و لا تابعيهم بإحسان إلى يوم الدين و فعلنا لهذا الأمر اتهام منا لهم بالتقصير في حقه صلى الله عليه و سلم و ادعاء منا و لو بطريقة غير مباشرة أننا أشد حبا لرسول الله صلى الله عليه و سلم منهم. و كذلك قول النبي صلى الله عليه و سلم "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" أي مردود عليه و لا يقبل منه هذا العمل. و قوله صلى الله عليه و سلم " لا بارك الله في أمة كثرت أعيادها" فنحن في الإسلام ليس لنا إلا عيدان الفطر و الأضحى. و نورد هنا ذكرا لأصل هذا الاحتفال تاريخيا: كان الاحتفال في عهد الأيوبيين و العثمانيين.
و خلاصة القول أن الاحتفال بالمولد النبوي هو بدعة لم ترد عن السلف الصالح و ليس لها دليل خاص , و هي ليست أمرا ورد دليل أنه يؤجر عليه صاحبه , أما إن قيل أنه يعرف الناس بنبيهم فنقول إن النبي صلى الله عليه و سلم يجب أن نذكره في كل الأوقات و الأيام و نقتدي بسنته صلى الله عليه و سلم . بالإضافة إلى ذلك فإنه لم ترجح رواية أن النبي صلى الله عليه و سلم ولد في الثاني عشر من ربيع الأول و إنتعرف ما هو القول المشهور و ليس الأصح.