يختلف الكثير من النّاس فيما بينهم حول قضّية جواز الاحتفال بالأعياد الميلاديّة لصديقٍ لهم أو قريب، أو الاحتفال بعيد الميلاد الخاص بالدّين المسيحي، ونظراً لأهميّة هذا الموضوع سنتحدّث في مقالنا هذا عن رأي الفقاء والعلماء والمفسّرين في الاحتفال بهذه الأعياد.
حكم الاحتفال بعيد ميلاد الأشخاص
اختلف العلماء في حكم الاحتفال بعيد الميلاد وانقسموا إلى رأيين هما:
- جواز الأمر مع تقييده بعدم، وذلك بشرط عدم وجود محرّمات تغضب الله تعالى في هذا الاحتفال، وحجّتهم في ذلك أنّه لم يرد عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم تحريم هذا الأمر، والأصل في الأمور الحل ما لم يرد دليلٌ على حرمتها.
- حرمة هذا الأمر من أصله، وذلك لأنّه لا يجوز الاحتفال كلّ سنة بهذه المناسبة بشكلٍ دوري، وحتّى لو غيّرنا هذا الاسم إلى يوم الميلاد، وحجّتهم في ذلك قول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم "لا بارك الله في أمّةٍ كثرت أعيادها"، وقولهم في أنّ هذا الاحتفال تشبّهٌ في الكفّار الّذين لا يعونَ سبب وجودهم في هذه الدّنيا الّتي يعتقدون بأنّها جنّتهم، وهذا ممّا حرّمه رسولنا الكريم، ومن غير المعقول أن يحتفل الإنسان بانقضاء عمره وفرصته في الحياة، أو أن يحتفل بقرب دخوله إلى القبر، ومن الأجدر أن نحاسب ونعاتب أنفسنا على التّقصير والعصيان في مثل هذا اليوم، وأن نتوب إلى الله.
حكم الاحتفال بعيد ميلاد المسيح
لم يختلف العلماء في هذا الأمر وحرّموه مطلقاً؛ لأنّ الاحتفال بأعياد الكفّار يعتبر بمثابة الاعتراف بصحّة ما ورد عندهم، ومن غير المعقول أن نحتفل مع الكفّار الّذين يقتلون أبناءنا ويغتصبون ديارنا، ولكن هذا لا ينفي أن نحسن إليهم ونعاملهم بالقسط واللين وحسن الخلق.
ومن الأبيات الشعرية الّتي نستذكرها في قتل المسلمين واعتداء الكفّار عليهم:
قد استردّ السبايا كلّ منهزمٍ
لم يبق في أسرها إلا سبايانا
ولا رأيت سياط الظلم داميةً
إلّا رأيت عليها لحم أسرانا
ولا نموت على حد الظّبا أنفاً
حتّى لقد خجلت منّامنايانا