قبل أن نبين الحكم وأقوال العلماء في سجود التلاوة يجب أن نعرف هذا السجود.
سجود التلاوة : هو أن يمر القارئ خلال قراءة القرآن أي تلاوته أو المستمع على آية فيها سجدة سواء كان في صلاة أو غيرها .
اختلف العلماء على عدد مواضع السجود التي توجد في القرآن، ولكن ما اتفق عليها جمهور العلماء بأنها 15 موضع .
حكم سجود التلاوة عند جمهور العلماء هو : سنّة.
ودليل سجود التلاوة ما ورد في الحديث الشريف الذي يُروى عن ع نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ – رضي الله عنهما – قَالَ (رُبَّمَا قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقُرْآنَ فَيَمُرُّ بِالسَّجْدَةِ فَيَسْجُدُ بِنَا حَتَّى ازْدَحَمْنَا عِنْدَهُ حَتَّى مَا يَجِدُ أَحَدُنَا مَكَانًا لِيَسْجُدَ فِيهِ فِي غَيْرِ صَلَاةٍ ) ( حديث صحيح – أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – كتاب المساجد ومواضع السجود ، وأبو داود في سننه ، والإمام أحمد في مسنده ).
ومما يدل على فضل سجود هذا السجود أيضا ما ورد في الحديث الشريف عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِذَا قَرَأَ ابْنُ آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ، اعْتَزَلَ الشَّيْطَانُ يَبْكِي يَقُولُ : يَا وَيْلَهُ وَفِي رِوَايَةِ أَبِي كُرَيْبٍ يَا وَيْلِي أُمِرَ ابْنُ آدَمَ بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الْجَنَّةُ ، وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ فَأَبَيْتُ فَلِيَ النَّارُ ، حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: فَعَصَيْتُ فَلِيَ النَّارُ) (حديث صحيح – أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – كتاب الإيمان.)
أما حكم سجود التلاوة في الصلاة :
يجوز للإمام أو المنفرد إذا مر علىآية فيها سجدة أن يسجد ويكون هذا السجود إذا كان داخل الصلاة بالتكبير في الخفض ثم التكبير عند الرفع، أما إذا كان خارج الصلاة فيكبر في الخفض ولا يكبر بالرفع وبالطبع ليس فيه تسليم .
) .( حديث صحيح – أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – كتاب المساجد ومواضع السجود ).
ما يقال في سجود التلاوة:
هو ما يقال في السجود العادي للصلاة ( سبحان ربي الأعلى ثلاثًا ويسأل الله الجنة ويستعيذ من النار لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم : “ أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم” . فقمن أي : جدير).
لا يشترط لسجود التلاوة ما يشترط للصلاة من طهارة وستر للعورة، لعدم الدليل على ذلك، ولأن النبي -صلى الله عليه وسلم -كان يقرأ القرآن في مجلسه بين أصحابه فإذا مر بآية السجدة سجد و سجدوا معه، ولم يقل لهم لا يسجد إلا من كان على طهارة .