الحمد لله تعالى على خلقِه لنا مسلمين ، وقد أنزل القرآن الكريم على سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، فقراءة القرآن من الواجبات المحببّة والتي يأخذ المسلم عليها الكثير من الحسنات وتأتي هذه الآيات شفيعة له يوم العرض على الرحمن ، كما أنّ الصلاة لا تجوز إلا بقراءة القرآن الكريم ، ولكن قد تصدف معنا أثناء القراءة وجود آية مكتوب إلى جانبها سجدة ، فماذا يعني ذلك؟؟ هذه السجدة المقصود بها سجدة تلاوة يُؤديها قارئ القرآن.
تعريف ومعنى سجود التلاوة
هو سجدة واحدة يسجدها المسلم عند تلاوته أحد الآيات التي تحتوي على سجدة ، حيث يقوم المصلي بالسجود سجدة واحدة ثم يعود لإكمال قراءة الآيات أو إكمال الصلاة إذا قرأ الآية أثناء صلاته ، و يمكن له أن يركع دون قراءة ، و بذلك تختلف السجدة إذا كانت أثناء تلاوة القرأن الكريم أو أثناء الصلاة . أفتى بعض العلماء أن شروط سجود التلاوة هي نفسها شروط الصلاة ، وقد إختلف العلماء على وجوب الطهارة في سجود التلاوة ، فمنهم من إعتبرها صلاة و أوجب فيها الطهارة ، ومنهم من إعتبرها ليست صلاة ولم يوجب فيها الطهارة .
حكم سجود التلاوة
حكم سجود التلاوة مندوب يعني أنه لا يؤثم تاركه و يُثاب فاعله ، ولكن كما ذكرنا سابقاً أنه هناك إختلاف بين العلماء فيما أنها تشترط الطهارة أم لا ولكن يجب فيها إستقبال القبلة و ستر العورة .
- قال الإمام النووي : إن حكم سجود التلاوة نفس حكم صلاة النافلة يحتاج إلى طهارة و ستارة و إستقبال القبلة لأنها صلاة في الحقيقة .
- و قال ابن قدامة :إنَّ من شروطها الطهارة و استقبال القبلة تماماً كشروط الصلاة .
الدليل من السنة النبوية الشريفة على سجود التلاوة
عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ – رضي الله عنهما – قَالَ: ((رُبَّمَا قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقُرْآنَ فَيَمُرُّ بِالسَّجْدَةِ فَيَسْجُدُ بِنَا حَتَّى ازْدَحَمْنَا عِنْدَهُ حَتَّى مَا يَجِدُ أَحَدُنَا مَكَانًا لِيَسْجُدَ فِيهِ فِي غَيْرِ صَلَاةٍ )) صحيح مسلم
ما يُقال في سجود التلاوة
ومن السنة أن يقول المسلم في سجود التلاوة ((سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره بحوله وقوته)). رواه الترمذي والحاكم
أمثلة على الآيات التي تشترط سجود التلاوة
هناك الكثير من الآيات التي تجد إلى جانبها مكتوب سجود نورد منها:
قال تبارك و تعالى : " قل آمنو به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذ يتلى عليهم يخرون للأذقان سجداً * و يقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولاً * و يخرون للأذقان يبكون و يزيدهم خشوعاً " سورة الإسراء .
و قال تعالى في كتابه العزيز : " ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات و من في الأرض و الشمس و القمر و النجوم و الجبال و الشجر و الدواب و كثير من الناس و كثير حق عليه العذاب و من يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء " سورة الحج .