إن الله جل و علا قد قدر الرزق لعباده كما قدر آجالهم لا فرق بين هذا و ذاك أبدا ، و رسول الإسلام سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم قال ( إن الرزق ليطلب المرء كما يطلبه أجله ) ، و إننا لنجد في كل زمان - و زماننا على رأس تلك الأزمنة - من يشكو قلة الرزق و شحه و عدم كفايته أو إنقطاعه بالكلية عنه ، فاعلم عزيزي القارئ أن الرزق قدر مقدّر و ما كان لك لم يكن ليخطئك و ما لم يكن لك ما كان ليصيبك و لو إجتمع كل أهل الأرض ليسعوا لك فيه.
و حتى يطمئن كل ذي بال حيران في أمر الرزق ، فإن أدعوكم إخوتي لـتأمل الأيات الكريمة التالية - حاولوا قرائتها أكثر من مرة - فهي تثبت بلا ريب أو أدنى شك أن أمر الرزق بيد الله وحده لا يشاركه فيه عبد من عبيده ، و إنما العبيد وسائط الرزق لا مصادره.
يقول الله تعالى في محكم التنزيل :
- (واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون).
- (قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل افلا تتقون).
- (وما من دابة في الارض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين).
- (ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والأرض شيئا ولا يستطيعون).
- (ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطئا كبيرا).
- (أمن يبدأ الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والأرض أإله مع الله قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين).
و إذا ما تمعنا في الآيات أعلاه تبين لنا بما لا يدع مجالا للشك أن الله جلا و علا قد جعل أمر الرزق إليه وحده ، و تكفل به لعباده ، و قول الحق ( و ما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ) لهو أبلغ تعبير يبث الطمأنينة في نفس كل عاقل ، فكل ما يدب على وجه البسيطة من طير أو حيوان أو إنسان فإن الله متكفل برزقه وحده لا شريك له.
أحبائي أدعوا الله أن يرزقكم في كل يوم و لا تسأموا ، فإن الله عز و جل يحب أن يسمع الدعاء من عبده ، و إياكم و الإستعجال ، فتقولوا دعونا و لم يستجب لنا ، فالله تعالى سميع قريب مجيب ، و لكن كل شيء لديه بقدر، و كل شيء خاضع لمشيئته و حكمته تعالى ، فاتقوا الله لعلكم تفلحون.