الاتحاد السوفيتي امبراطورية كبيرة شكّلت عنصراً فعالاً وعدوّاً كبيراً للولايات المتحدة الأمريكيّة، الذي سبق وأن دار النزاع الشهير بينهما والذي عُرف بما يسمّى بـ "الحرب الباردة"، وكان النزاع بينهما مصدر رعب للكثير خوفاً من أن تحدث حرباُ عالمية ثالثة تدمّر العالم كلّه باستخدام النووي. وهذا الاتحاد كان قد تشكّل في عام ألف وتسعمائة وستة وخمسين ميلادي، من ست عشرة دولة، كانت روسيا أكبرهم وأهمّهم، وقد شكّلت الشيوعية الاشتراكية السياسية الرئيسية في هذه الدولة، وفي مقالنا هذا سنتعرّف أكثر على دولة روسيا.
روسيا هي دولة أوروبية تقع في ( أوراسيا ) أي بين قارتي آسيا وأوروبا في جهة الشمال، وهي تشترك في الحدود مع عدّة دول، وهي دولة النرويج، وإستونيا، وفنلندا، وأيضاً مع بولندا، ولتوانيا، ولاتفيا، بالإضافة إلى أوكرانيا، وجورحيا، وروسيا البيضاء، والصين، ومنغوليا، وأذربيجان، وكذلك مع كوريا الشمالية، بالإضافة إلى هذا كلّه فإنّ لها حدوداً مشتركة مع اليابان والولايات الأمريكية المتحدة في جهة البحر. ونستنتج من ذلك، أنّ روسيا باشتراكها مع هذا العدد الكبير من الدول في الحدود الجغرافية تعد دولة كبيرة جداً في المساحة، وهي الدولة الأكبر في العالم من حيث المساحة فعلياً، وهي الدولة التاسعة في العالم من حيث الكثافة السكانية، ونظراً لكبر مساحة أراضيها الشاسعة التي تمتد بين قارتي آسيا في شمالها، وجزء آخر في قارة أوروبا فإنّ فيها تنوعاً جغرافياً كبيراً بالإضافة إلى غناها بالموارد الطبيعية سواء من موارد النفط، أو المعادن، أو الغابات، أو المياه والبحيرات، وغيرها.
عاصمة هذه الدولة العظيمة هي ( موسكو ) وهي المدينة الكبرى في البلاد، ومن أكبر عواصم العالم، كما وتتمّيز روسيا بقوة اقتصادها فهي الدولة السابعة في العالم من حيث الاقتصاد، والثالثة من حيث قوّتها العسكرية حيث أنّها تمتلك أسلحة نووية لديها. يتميّز مناخها بشتائه البارد والقارص جداً، حيث إنّ الثلوج تغطي مساحات كبيرة من البلاد لفترات طويلة خلال السنية تصل أحياناً إلى ثمانية أشهر، ولذلك فإنّها لا تتمتّع بنظام زراعي قوي لشدّة برودة الجو فيها. أمّا من ناحية السكان فيها فإنّ فيها ديانات مختلفة، ففيها المسلمون، والمسيحيون الأرثوذكس، واليهود، والبوذيون، ولغة السكان الرسمية هي الروسية بما فيها من لهجات مختلفة سواء شمالية، أو جنوبيّة، أو وسطى.
نظراً لكبر مساحة البلاد وتنوّع تضاريسها فإنّ السياحة فيها تعدّ قطاعاً مهمّاً، وهو مختلف ومتنوّع كثيراً، إضافة لذلك يساهم تطوّر البلاد في تقديم خدمات سياحية راقية تجذب السياح إليها من كلّ حدب وصوب، فيأتيها السيّاح صيفاً للاصطياف على سواحل البحر الأسود في جنوب البلد، وشواطئ بحر البلطيق في شمال البلاد، أمّا في أقصى شمال البلاد فإنّ الطقس القطبيّ البارد جداً يجذب السياح الذين يفضلون رؤية الحيوانات القطبية والأيائل التي تعيش في براري ( التوندرا )، بالإضافة إلى كون هذه البلاد تحتوي على المخزون الأكبر في العالم من مخزون المياه العذبة فإنّ كثيراً من السياح يذهبون إليها لرؤية البحيرات العذبة الخلابة، والاستفادة منها في العلاج، والغابات الخضراء تشكّل عنصراً جاذباً للسياح أيضاً كجبال القوقاز، وغابات سيبيريا، وغيرها.