بورما
عانت بورما منذ فجر التاريخ من الاحتلال والظلم والاستبداد، إلى جانب معاناة لا ينساها التاريخ عاشها المسلمين في تلك الدولة البعيدة الشبه منسية بسبب التعتيم الإعلامي والرقابة المفروضة عليه، والفقر والجوع والأمراض.
الموقع على الخريطة
تقع بورما والمعروفة أيضاً باسم ميانمار في شرق آسيا على امتداد خليج البنغال، وتحدّها من الجهات الأربعة، الصين من الجهة الشمالية الشرقية ومن الجهة الشمالية الغربية تحدّها الهند وبنغلادش، وأمّا خليج البنغال فيحدّها من الجنوب، بالإضافة إلى المحيط الهادي، أمّا من الجهة الجنوبية الشرقية تحّدها شبة جزيرة الملايو، أمّا بالنسبة لخطوط الطول والعرض فإنّ بورما تقع بين دائرتي عشرة شمال الاستواء وثمانية وعشرين شمالاً، و مسمّى بورما بالأصل مشتّق من الكلمة البورمية بامار، ونظراً لما يعانيه البورمانيون من ضعف في النطق فإن كلمة بورما تلفط "باما، أو ميانما (ميانمار)، ورسمياً اسم الدولة جمهورية اتحاد ميانمار.
نبذة تاريخية
وقعت بورما تحت الاحتلال البريطاني في أواخر القرن التاسع عشر وبقيت كذلك حتى استقلت في عام 1948، وأصبح اسمها ميانمار على يد الحكومة البورمية العسكرية في عام 1989، وتم الاعتراف بالمسمى الجديد رسمياً من قبل الولايات المتحدة بعد مرور خمسة أيام من إعلان المسمّى الجديد، والدول التي ما زالت تعترف بهذا المسمى هي ألمانيا، والهند، واليابان، وروسيا، وجمهورية الصين الشعبية إلى جانب دول جنوب شرق آسيا.
تعاقبت على بورما عهود كثيرة منذ عام 1044 وحتى عصرنا الحالي، وكان ترتيبها كالتالي:
- باغان ( من عام 1044 - عام 1287): بدأت مملة باغان بالتوسع في منطقة باغان التي اتخذوا منها عاصمة لمملكتهم في عام 849 م، في عهد الملك أنيراتا والتي سمحت لمملكة باغان بالتوسع والتأثير ونتائج على بقية أجزاء بورما، ويشار إلى أنّهم كانوا في بداية أمرهم قد أخذوا بالزحف إلى وادي إيراوادي والاستقرار فيه ومن ثم الامتداد إلى منطقة البيو، ومن ثم بدأت المملكة بالانهيار على يد القائد المغولي قويلاي خان في القرن الثالث عشر، الذي بدأ يغزو شمال بورما وأسقط مدينة باغان.
- مملكة آفا: تأسّست هذه المملكة في عام 1364 على يد البورمان وامتدّ حكمها وبقاؤها إلى عام 1555، ومن ثم لتنقسم عنها ثلاث ممالك صغيرة ساعدت بالسيطرة على أجزاء من بورما.
- مملكة باجو: وتأسست هذه الدولة في مطلع عام 1287 بقيادة الملك المون شاوي وريرو.
- مملكة راكيني والتي تمّ تأسيسها في غرب بورما على يد مراك يو.
- ولايات شانية صغيرة أقيمت في شرق مرتفعات شان وشمال مرتفعات كاتشين.
- فترة تونجو.
- فترة كونبنغ.
- الاستعمار الإنجليزي: بدأت معاناة المسلمين في بورما في الحقبة التي شهدت الاستعمار الإنجليزي منذ عام 1886، حيث أبدى المسلمون قوّة في الوقوف في وجه الاستعمار الإنجليزي عندما احتلوا بورما، ولم يكن أمام بريطانيا وسيلة للتخلّص من المسلمين إلا اتباع سياسة فرق تسد، والتي أشعلت الحرب بين المسلمين والبوذيين حرباً طائفية، وقد عمد الإنجليز إلى انتهاج سبل لإثارة الفتنة والنعرات بين البوذيين والمسلمين باتباعها:
- نفي قادة المسلمين خارج الوطن وسجنهم.
- إثارة الفتنة بتحريض أصحاب الفئة البوذية ضد المسلمين.
- إمداد البوذيين بالأسلحة وحثهم على قتل المسلمين.
- نسف المعاهد والمحاكم الشرعية والمدارس.
- إحلال البوذيين مكان المسلمين في وظائفهم.
- مصادرة أملاك المسلمين والعمل على توزيعها على الطائفة البوذية.
في عام 1942 بدأت معاناة المسلمين الفعلية حيث فتك البوذيون بمئة ألف مسلم في ولاية آراكان.
الإسلام في بورما
تعتبر الديانة الإسلامية ديانة الأقلية في بورما، حيث أشارت الإحصاءات الرسمية لحكومة الجمهورية ميانمار بأنّ ما نسبته 4% من سكان بورما يعتنقون الديانة الإسلامية، وقد واجه المسلمون العنف الطائفيّ على يد البوذيين بتحريض من الاحتلال الإنجليزي، حيث لجأ البوذيون إلى ارتكاب جرائم جماعية بحق المسلمين وتشريدهم وظلم واستبداد، وطالب ممثلون لجمعيات حقوق الإنسان الأمم المتّحدة بإيقاف الإبادة الجماعية للمسلمين لما يشكّله ذلك الانتهاك من خطر وتهديد على السلام العالمي.