بورما
تقع دولة ( بورما ) والّتي تعرف أيضاً بـ ( جمهوريّة اتّحاد ميانمار ) في القارّة الآسيّويّة، على خليج البنغال والموجود في شرقي القارة، وهي مشرفة على المحيط الهندي، وتطلّ على ما يعرف بمنطقة خطوط الشحن الرئيسيّة. تشترك بورما مع بلدان كثيرة في الحدود، فنجد أنّ حدودها مع دولة الصين من الجهة الشماليّة الشرقيّة، وحدودها مع دولة بنغلادش ودولة الهند من الجهة الشماليّة الغربيّة، وأمّا المحيط الهندي وخليج البنغال فله حدود معها من الجهة الجنوبيّة، ولبورما حدود مشتركة أيضاً مع دولة تايلاند وأيضاً دولة ولاوس. إنّ لدولة بورما ميّزة في موقعها الّذي يعرف بأنّه استراتيجيّ، وذلك لكونها كما ذكرت على خطوط الشحن الرئيسيّة.
تبلغ مساحة هذه الدولة 67.8500 كيلو متر مربّع، وهي مقسّمة بين يابسة ومسطّحات مائيّة؛ حيث نجد بأنّ المساحة المائيّة فيها تبلغ 20.760 كيلو متر مربّع. كانت بورما مستعمرةً من قِبل المملكة المتّحدة، وذلك في القسم الأخير من القرن التاسع عشر الميلادي، ولم تحصل على استقلالها التّام إلاّ في عام 1948م. في بورما مدن عديدة وكبيرة، ولكن تأتي مدينة ( يانغون ) في مقدّمة المدن فيها نسبة لعدد السكّان، وكانت سابقاً هذه المدينة هي العاصمة لبورما، أمّا اليوم فإنّ مدينة ( نايبيداو ) هي العاصمة الفعليّة للبلاد.
تعتبر الأراضي في جمهوريّة بورما أراضٍ منخفضّة عمّا هي عليه في الدول المجاورة لها، وخاصّة تلك التي تشترك معها في الحدود، والتي تتميّز أراضيها بالارتفاع، وتختصّ دولة بورما بأراضٍ وعرة إذا قورنت مع دول الجوار، فنجد بأنّ الأراضي التي تطلّ على السّاحل وخصوصاً على بحر أدمان هي الأكثر انخفاضاً عن سطح البحر في دولة بورما، أمّا أماكن المرتفعات فيها، فإنّ أعلى قمّة سجّلت في جبل ( هكاكابو رازي )؛ حيث يبلغ ارتفاعه عن مستوى سطح البحر ما يقدّر بـ 5881 متراً .
العوامل الطبيعيّة الّتي تؤثّر على بورما
لقد تعرّضت دولة بورما وما زالت لعمليّات تدميريّة كثيرة بفعل عوامل الطبيعة، لنجد بأنّ أكثر التدميرات حصلت بفعل الفيضانات التي تصيب البلاد، وأيضاً كثرة الأعاصير، وكثرة الزلازل المدمّرة حقّاً التي ضربت هذه الدولة لأكثر من مرّة. وإنّ أكثر الكوارث أيضاً التي حصلت في هذه الدولة هي انجرافات التربة فيها، والتي أدّت إلى تدمير وإتلاف المحاصيل الزراعيّة لسنوات عديدة، وأيضاً لإفساد الأراضي الصالحة للزراعة، وهذه الانجرافات تحصل أكثر في شهر حزيران، وأيضاً في شهر أيلول سنوياً، وهذا ما يعرف بـ ( المواسم المطريّة )، وما يلفت أنّه على الرّغم من كثرة الأمطار الموسميّة إلاّ أنّ البلاد تشكو من كثرة الجفاف .
إنّ في جمهوريّة بورما الكثير من المشاكل وعيوب والكوارث البيئيّة والطبيعيّة، فهي تتعرّض لمشكلة كبيرة وهي إزالة الغابات، وتكافح الدولة مشكلة الاحتطاب وإحراق الغابات، وأيضاً تعاني من خطر التلوّث الهوائي والتلوّث المائي .