تمتاز اللغة العربية بوجود حركات التشكيل فوق الأحرف، فكلمة مثل ( علم ) تقرأ بفتح العين و اللام بمعنى راية، و بكسر العين و تسكين اللام بمعنى معرفة و بفتح العين و تشديد اللام كفعل بمعنى نقل المعرفة لغيره، و بفتح العين و كسر اللام و فتح الميم وجوبا كفعل ماض بمعنى أدرك.
نلاحظ في المثال السابق أنّ ترتيباً معيّناً للحروف يعطي أكثر من معنى حسب التشكيل، و حركات التشكيل هي الفتحة و الضمّة و الكسرة و التنوين من هذه الثلاثة، وكذلك الشدّة و السّكون.
كما نلاحظ أنّنا في المثال السابق؛ و عندما غيرنا حركة حروف الكلمة بإستثناء الحرف الأخير يتغيّر المعنى فكلمة ( علم ) بكسر العين و تسكين اللام تعني معرفة بغض النّظر عن حركة الحرف الأخير؛ فلو كانت حركة الميم كسرة أو ضمة أو تنويا أو فتحة أو سكونا، لا يتغير معنى الكلمة،و ذلك لأن كل حركة تشكيل على الكلمة بإستثناء الحرف الأخير تعد بنيانا في الكلمة و لا تتغير بتغير وضع الكلمة في الجملة و مكانها من الإعراب، فالتشكيل يكون على نوعين تشكيل بناء و تشكيل إعراب، أما تشكيل الإعراب فيعتمد على مكان الكلمة في الجملة، إن كانت مبتدأ أو خبرا أو إسماً مضافاً أو غيره، و يستثنى من أن تكون حركة الحرف الأخير إعراباً: الممنوع من الصرف بحيث يبقى على تشكيل واحد أينما وقع في الجملة و تكون حركة الحرف الأخير منه بناء وليست إعراباً ، و كذلك يستثنى من أن تكون حركة الحرف الأخير إعراباً ما كان مبني الحرف الأخير و مثال ذلك الفعل الماضي في العربية فهو دائماً مبني على الفتح في حرفه الأخير بإستثناء الأفعال النّاقصة و المعتلة الآخر.
حتّى تتقن التشكيل يجب أن تتقن نطق العربية و يتم ذلك بالإستماع إلى ندوات و محاضرات من أناس ذوي علم واسع بالعربية، فذلك يساعد تماماً في التشكيل من نوع تشكيل البنّاء، أمّا التشكيل من نوع تشكيل الإعراب فهو بحاجة لدراسة مستفيضة أو على أقل تقدير لملكة فريدة عند الشخص، فكثير من الأشخاص قادرعلى ضبط نهاية الكلمات وعبارات بالتشكيل إعراباً حتى و إن خفي عليه الإعراب الصحيح للكلمة.