اللغة العربيّة
من أبرز اللّغات وأكثرها تداولاً بين شعوب العالم هي اللّغة العربية، اللّغة التي نزل بها القرآن الكريم على رسولنا الأمين محمّد - صلى الله عليه وسلم -، كما جاء في قوله جل وعلا : "إنا أنزلناه قرآناً عربيّاً"(يوسف:12)، وهي لغة جميع ما ورد في ديننا الحنيف من نصوص شرعية وأذكار وأدعية، ممّا جعلها تحوز قداسة خاصّة في قلوب المسلمين، ممّا جعل تعلّمها واجباً على كل مسلم، إلا أنّ اللّغة العربيّة ليست كغيرها من اللّغات، وتعلّمها ليس بالأمر السهل فهو يتطلّب الغوص والتعمّق في علومها لفهمها والإلمام بها، فهذه اللّغة العريقة تتألّف من العديد من العلوم أبرزها علم النحو.
علم النحو
علم النحو هو أحد علوم اللّغة العربيّة، ويُعنى بدراسة أصول تكوين الجمل وقواعد الإعراب، لذا تتمّ تسميته أيضاً بعلم الإعراب، ومعنى كلمة النحو في اللّغة العربية حسب ما وردت في القاموس المحيط : "نحا ينحو اُنحُ نحواً نحوَ الشيءِ و إليه. نحا الصديقانِ إلى المقهى أو نحوَه: مالَ إليه و قصدَه؛ نحا الطالبُ نحوَ أستاذِه: سارَ على إثرِه و قلدَه و نحا عنه لم يَقتَدِ به؛ و نحا عن نفسِه الجبنَ و الكسلَ: أبعدَه و أزالَه"، أي جاءت بمعنى القصد أو المثل، ويرجع سبب تسميته بالنحو لقصد المتكلم أن يتكلم مثل العرب، أي ينحو منحاهم، ومن خلال علم النحو أصبح من الممكن التمييز بين الاسم والفعل والحرف، والتفريق بين المعرب و المبنيّ، وتمييز المرفوع من المنصوب من المجرور من المجزوم، بالإضافة إلى تحديد العوامل المؤثّرة على ذلك.
أهمّيّة علم النحو
أول من وضع علم النحو هو العالم الجليل أبو الأسود الدؤليّ، وكان السبب الذي دفعه إلى ذلك هو سماعه لأعجمي يقرأ القرآن بطريقة غير صحيحة، الأمر الذي جعله يشعر بأهمّيّة وجود هذا العلم وضرورة تعليمه للجميع، كما أنّ هنالك عدد من المؤسّسين لهذا العلم، أشهرهم: سيبويه، وعبدالله بن أبي اسحق، والفراهيدي، ومن أبرز المؤلّفات والكتب حول علم النحو، هي : كتاب (أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك) لابن هشام الأنصاري، وكتاب (الكافيّة) لأبي عمرو بن الحاجب، وغيرها العديد من الكتب.
وتعلّم علم النحو جزء لا يتجزأ من الإلمام باللّغة العربية، لما له من أهمّيّة كبيرة في اللّغة، كونه يهدف إلى تحديد الأساليب التي تكوّنت بها الجمل، ومواضع الكلمات، ووظيفة كلّ منها، بالإضافة إلى ذلك فإنّه يعمل على تحديد الخصائص النحويّة (مثل :الإبتداء، الفاعليّة، والمفعوليّة) أو الأحكام النحويّة (مثل : التقديم، التأخير، الإعراب، والبناء) التي اكتسبتها الكلمة من موضعها أو حركتها أو مكانها في الجملة، لذا فإن النحو هو الذي مكّن فهم الكلام بحسب إعرابه، بحيث يتمّ التمييز بين المسند والمسند إليه، والفاعل والمفعول، وغيرها الكثير من القواعد التي بإهمالها ينقلب معنى الجملة بأكمله، كما أنّ له دور كبير في فهم جميع الآيات القرآنيّة والنصوص الشرعيّة التي وردت عن نبينا عليه الصلاة والسلام، كما مكّن المتكلّم من التخلّص من اللّحن والتكلّم بلغة سليمة وصحيحة، الأمر الذي يؤدّي إلى استقامة اللّسان أثناء الحديث والقراءة.