الشورى
الشورى هي أخذ رأي أهل العلم والحكمة، أو أي فرد على اطلاع كبير ومعمق بأمر ما، والشورى موجودة ومأخوذ بها من أيام الرسول عليه السلام، فكانوا يتشاورون في العديد من الأمور، مثل اتخاذ قرار بمسألة ما، أو اختيار قائد لفريق معين وخاصة في حالة القتال، ومن المهم معرفة أن الشورى شرط أساسي لنجاح أي مؤسسة مهما كانت، كما أنها طريقة مثلى لسلامة الأمة وحفظها من الانهيار.
تقتضي الشورى استشارة صاحب الأمر أشخاصا يتمتعون بصفات معينة، ومن هذه الصفات، الذكاء، والفطنة، والتعقل، وسداد الرأي، وكتمان السر، فمن الخطأ استشارة شخص متخاذل ولا يمتلك المعرفة، ومن الاحسن وأفضل أن يكون المستشار مدركا بصورة معمقة للمجتمع وكل ما يدور حوله، فليس من الصواب مشورة رجل طاعن في السن عفى عليه الزمن وخاصة في الأمور والقضايا الخاصة بالشباب، وللشورى أهمية وفائدة بالغة، ومن المهم معرفة أن هناك فرق كبير بين نظامي الديمقراطية والشورى.
أهمية وفائدة الشورى
- حفظ المجتمع من القرارات الخاطئة، فالمشورة توفر الفرصة للاستماع لآراء أهل المعرفة والحكمة والخبرة، ومناقشة الآراء المطروحة لتصويب مواطن الخلل بها وتنميتها، وتتيح الفرصة لاختيار آراء واقتراحات توفر خير أكبر للمجتمع.
- في المشورة ترفع عن الأوامر وجبر للخواطر، وخاصة لأصحاب الخبرة، كما أنها تحمي أصحاب الأمر من الإعجاب بالنفس والغروب.
- نجاة من المصائب، والحفاظ على رضا الأغلبية العامة من الشعب.
أدلة على أهمية وفائدة الشورى
- أمر الله سبحانه وتعالى رسوله مشاورة أصحابه في قوله: "وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين".
- لم يترك الرسول عليه السلام نصا مكتوبا ولم يستخلف أحدا ليتولى إمامة المسلمين، وإنما ترك الأمر شورى بينهم، وقد روى أبو وائل قال: قيل لعلي بن أبي طالب: ألا تستخلف علينا؟ قال: "ما استخلف رسول الله فأستخلف، ولكن إن يرد الله بالناس خيرا فسيجمعهم بعدي على خيرهم، كما جمعهم بعد نبيهم على خيرهم".
الفرق بين الشورى والديمقراطية
- تختلف الشورى عن الديمقراطية اختلافا كبير، فالديمقراطية مصطلح يشير إلى أن الشعب هو من يحكم نفسه، أي أن الشعب هو من يقوم بوضع لوائح القوانين والأنظمة التي تحكم حياته في دولته، ويكون ذلك من خلال إجراء انتخابات لأعضاء المجلس التشريعي الذي ينوب عنه أمام الدولة، بينما المشورة تقوم على أن الحكم لله وحده والأحكام موحاة من الله إلى رسوله عن طريق الوحي، والعلماء مهمتهم الاجتهاد في دقة الفهم، وثبوت النص.
- الديمقراطية قائمة على قوة وسيطرة حزب معين والذي يمتاز بالقوة والتمكن، كما أن القوانين الموضوعة غالبا ما ترضي رغباتهم وتحقق مصالحهم، بينما المشورة فالهيمنة والحكم لله وحدة، وأحكامه وتشريعاته الموجودة في القرآن هي السائدة فقط.