ممّا لا شكّ فيه أنّ الماء نعمة الطبيعة وهبة الخالق سبحانه وتعالى، يقول تعالى: "وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ"، فالماء يوجد في سطح الكرة الأرضية بأشكال مختلفة، كالبحار، والمحيطات، والأنهار، والينابيع، والبحيرات، وغيرها أشكال أخرى كثيرة. أمّا بالنسبة للأنهار فقد كان لوجودها في موقع ما على سطح الكرة الأرضيّة ميزة وهبة كبيرة لمن يقطنون على ضفاف هذه الأنهار، لما لها من فوائد سحريّة كثيرة، في مقالنا هذا سنتعرف على أهميّة نهر من أهمّ أنهار العالم، ألا وهو نهر النيل.
نهر النيل
نهر النيل هو أطول أنهار العالم أجمع، ويقع في الجهة الشماليّة الشرقيّة لقارة إفريقيا، وينبع تحديداً من بحيرة فكتوريا ويصب نهاية في البحر الأبيض المتوسطّ، ويبلغ طوله ستة آلاف وستمئة وخمسة وتسعين كيلو متر، ويغطي حوض النيل ما تزيد مساحته عن الثلاثة ملايين كيلو متر، ويمرّ بعشر دول؛ وهم: أوغندا، واثيوبيا، وإرتيريا، والسودان، والكونغو، وبورندي، وتنزانيا، ورواندا، وكينيا، وجمهوريّة مصر العربيّة.
سمّي نهر النيل بهذا الاسم تبعاً للتسمية اليونانيّ للنهر، وهو عبارة عن فرعين أساسيين؛ النيل الأبيض والذي يوجد في شرق أفريقيا، والنيل الأزرق والذي يوجد تحديداً في دولة إثيوبيا، والذين يمثلان الصدع الأفريقي، أمّا جمهوريّة مصر العربيّة فإنّه يمرّ بها بحوالي مئتين وسبعين كيلو متر إلى أن يصل لبحيرة ناصر الصناعيّة خلف السدّ العالي، ثمّ يتجه إلى الشمال ليصبّ في البحر الأبيض المتوسّط، وهو يمر بمدنية أسيوط، والفيوم، ودمياط، وشيد، إلى أن ينحصر بما يعرف بـ "دلتا النيل"، وسنتعرّف أكثر على أهميّة هذا النيل بالنسبة للجمهوريّة.
أهميّة نهر النيل في مصر
- منذ عصور قديمة أقيمت حضارات كثيرة على ضفاف النهر - لا سيّما الحضارة الفرعونيّة -، فقد استفادت من هذا النهر من الناحية الزراعيّة بدرجة كبيرة، لتكون ضفاف هذا النهر منبعاً أساسياً لإقامة نشاط زراعي مميّز في المكان.
- ارتبط نهر النيل في الحضارات المصرية القديمة بالتخصيب، وذلك بما يتعلّق بفيضان النهر الذي يحدث في فصل الصيف سنوياً، وينتظره الفلاحون لزراعة محاصيلهم طيلة العام، وقد ارتبط ذلك كله بإقامة طقوس مقدسّة واحتفالات وقرابين تقدّم لهذه النهر احتفالاً بفيضانه، وذلك لما للفيضان من تأثير ونتائج إيجابي كبير في الزراعة، وقد ذكر ذلك في العديد من الكتب.
- التنوّع الجغرافي لحوض نهر النيل، سواء من الأماكن المرتفعة في الجنوب، أو السهل في الشمال جعل منه النهر الوحيد في العالم الذي يجري من الجنوب للشمال نتيجة ميل الأرض بعكس كل أنهار العالم الأخرى.
- هناك أهميّة اقتصادية كبيرة لهذا النهر، حيث يزرع به أشهر المحاصيل ويتمّ تصديرها لدول العالم، ممّا له تأثير ونتائج كبير على الاقتصاد المصري؛ كالقطن، والبلح، والحمضيات، والبقوليات، وقصب السكر، والقمح،...إلخ.
- اعتمد سكان حوض النيل أيضاً على النهر في مجال اصطياد السمك، وتوفير حاجتهم منه.
- استفادت البلاد من النهر في المجال السياحيّ، وقد أنشأت ما يعرف بـ "السياحة النيليّة".