يعتبر نهر النيل، من أطول الأنهار الموجودة على سطح الكرة الأرضية، وأيضاً هو واحد من أغرز الأنهار الموجودة في الوطن العربي؛ حيث يعتبر نهر الفرات هو الأوّل. ويقع نهر النيل في القارة الأفريقيّة؛ حيث ينبع من منطقة ( البحيرات العظمى ) في القسم الأوسط من أفريقيا، ويسمىّ بالنيل الأبيض، ليرفده بعدها النيل الأزرق، ويتّحدا في المدينة السّودانيّة الخرطوم، وهي العاصمة تحت اسم نهر النيل، حيث يمرّ النيل بدايةً من بحيرة فيكتوريا ثمّ دولة أوغندا، ومن بعدها جمهوريّة السودان، وأخيراً جمهوريّة مصر العربيّة، ليصبّ في النهاية في البحر الأبيض المتوسّط.
إنّ نهر النيل يمرّ من منبعه حتّى مصبّه بعشر دول في القارة الأفريقيّة، وتُسمّى جميعها (دول حوض نهر النيل). يشكّل نهر النيل من خلال مروره بعدّة دول ما يعرف بالتنوّع الجغرافي ذو الفرادة المتناهية؛ حيث إنّه ينبع جنوباً ويصبّ شمالاً، ماراً بالكثير من المرتفعات في بدايته، منتهياً بالسهول الواسعة في الأراضي المصريّة.
إنّ لنهر النيل أهميّة كبيرة بالنسبة لكلّ الدول التي يعبرها، وتتجلّى في القيمة الاقتصاديّة التي يشكّلها، خاصّة فيما يتعلق بالزراعة؛ حيث إنّ الفلاحين والمزارعين العاملين في مجال الزراعة يعتمدون بالدرجة الأولى على مياه هذا النهر في ريّ أراضيهم ومحاصيلهم الزراعيّة؛ إذ تعتمد في معظمها على كميّات كبيرة من المياه التي يوفّرها هذا النهر، وتتجلّى بالدرجة الأولى في زراعة القطن، ويليها القمح، وأيضاً قصب السّكر، وهنالك البقوليّات بجميع أنواعها، والحمضيّات بجميع أصنافها، ولا ننسى البلح.
ولا يدعم نهر النيل المجال الزراعي فحسب، وإنتعرف ما هو يقدّم ثروةً سمكيّة طائلة؛ حيث يعتمد الصيّادون العاملون في هذا المجال على الأسماك التي يوفّرها لهم نهر النيل، والتي تشكّل غذاءً هاماً ومفضّلاً عند الكثير من الدول التي يمر بها هذا النهر؛ حيث تغطّي الثروة السمكيّة جزءاً كبيراً من الأماكن الداخليّة أيضاً. يشكّل نهر النيل دعماً سياحياً بالنّسبة للدول التي يمر بها، وتعرف السياحة التي تُقام على نهر النيل بـ( السياحة النيليّة)؛ حيث إنّ ( الفلوكة ) تقوم بحمل الزائرين والسيّاح في أغلب المناطق التي تنشط فيها هذه السياحة كمنطقة جوبا، والجيزة، وأيضاً الأقصر، ونجدها تنشط في كوستي، وأيضاً سوهاج، وغيرها الكثير من المناطق.
إنّ نهر النيل يحمل من مادّة الطمي سنوياً ما يساوي الـ 110 مليون طناً، ومعظم هذا الطمي يصل من هضبة الحبشة، وهذه المادة وإن كانت تؤثّر على بعض السدود والبحيرات، وخزانات المياه، إلاّ أنّ من شأنها أن تجدّد الخصوبة في التربة، وذلك من خلال رميها بفعل اندفاعها من الماء لتحطّ على ضفاف النيل. لقد قيل قديماً بأنّ نهر النيل هو نعمة مصر، إلاّ أنّه يشكّل نعمةً لعشر دول يمر بها، ويمنحها الخصوبة والحياة.