يقع نهر النّيل (Nile) في قارة أفريقيا في الجهة الشماليّة الشرقية منها، وهو يعدّ أطول نهر في العالم؛ حيث يمرّ بتسعة دول هي: بوروندي، ورواندا، وأوغندا، وتنزانيا، وكينيا، وجمهوريّة الكونغو الديمقراطيّة، وإثيوبيا، والسودان، ومصر، وإريتريا، وتسمّى هذه الدول بدول حوض النيل، وهذا النهر ذو أهميّةٍ كبيرة عند هذه الدّول، وهو مغذٍّ رئيسيّ لاقتصادها ودخلها السنوي، كما أنّه النّهر الوحيد الّذي يسري من الجنوب إلى الشمال حسب ميلان الأرض، وينطلق من مناطق جبليّة إلى مناطق سهليّة في الشمال.
يصبّ نهر النيل في البحر الأبيض المتوسّط عن طريق مصر بما يعرف بالدلتا، ويتفرّع إلى رشيد ودمياط، ويبلغ طول النهر تقريباً 6,695 كيلو متر على مساحة 3.4 مليون كيلو متر مربّع، وتقول الدرسات التاريخية إنّ سبب تسمية النيل بهذا الاسم يعود إلى المصطلح اليوناني Neilos.
مصادر مياه نهر النيل
تتمّ تغذية نهر النيل من خلال مصدرين رئيسين هما: النيل الأبيض الّذي ينبع من بحيرة فكتوريا الواقعة على حدود أوغندا وتنزانيا وكينيا؛ حيث يتمّ تغذية هذه البحيرة من خلال الأنهار التي تصبّ فيها وأهمّها نهر أكاغيرا الّذي ينبع من غابات نيونغواي برواندا؛ حيث تبدأ رحلة النيل الأبيض من بحيرة فكتوريا باسم نيل فكتوريا ليصبّ في بحيرة ألبرت مروراً ببحيرة إبراهيم، ثمّ يغادر بحيرة البرت باسم نيل ألبرت حتّى يصل إلى السودان ليعرف باسم بحر الجبل، ثمّ يتّصل مع بحر الغزال لمسافة 720 كم، ثمّ يتحوّل إلى اسم النيل الأبيض ليستمرّ حتّى يصل إلى الخرطوم عاصمة السودان.
والمغذّي الثاني لنهر النيل هو النيل الأزرق الّذي ينبع من بحيرة تانا بإثيوبيا؛ حيث يغذّي نهر النيل بنسبة لا تقل عن 80%، ونظراً للظروف الجويّة ومناخ إثيوبيا فإنّ النيل الأزرق يغذّي نهر النيل في فصل الصيف فقط، ويخرج النيل الأزرق من أثيوبيا باسم آبباي، ثمّ يصل السودان حاملاً اسم النيل الأزرق ليصل إلى النّيل الأبيض، ويلتقيان معاً، ويصبّان في نهر النيل الّذي يصب في البحر الأبيض المتوسّط.
تبرز الأهميّة الاقتصاديّة لنهر النيل بالنسبة للدول الّتي يمرّ بها في الزراعة؛ حيث يعتمد المزارعون على مياهه لريّ محاصيلهم الزراعية مثل: القطن، والقمح، وقصب السكّر، والبلح، والبقوليّات، والفواكه الحمضيّة، كما أنّه يتم استخدامه في صيد الحيوانات البحريّة مثل الأسماك، ويتمّ الاعتماد عليه في السياحة؛ حيث إنّها تعتمد عليها السياحة في البلدان الّتي تمر بها وخاصّةً مصر والسودان، وتنتشر فيها الكثير من القوارب الّتي تحمل السيّاح في النهر.
كما أنّ الحضارة الفرعونيّة الّتي قامت في مصر قديماً اهتمّت بهذا النهر، وخاصّةً عندما كان النهر يفيض بالمياه في المناطق المجاورة له؛ حيث كان الفرعونيّون يقومون بطقوس شبه مقدّسة، وكانوا يقيمون احتفالات وفاءً للنيل وابتهاجاً، وذلك مثلما يظهر في النّحت الموجود على جدران معابدهم ومقابرهم والأهرامات لبيان مدى تقديسهم لهذا الفيضان.