نهر العاصي
سمي نهر العاصي بأكثر من اسم عبر التاريخ، فقد كان يسمى بنهر " الأرنط"، وأورنطس، ونهر أورند، ونهر الميماس، والنهر المقلوب، والنهر العاصي، وأشهر اسم عرف به هو العاصي، لأنّه يجري من جهة الجنوب إلى جهة الشمال، عكس اتجاه جميع الأنهار في منطقة بلاد الشام وما حولها، يصل طول نهر العاصي إلى خمسمئة وواحد وسبعين كيلو متر تقريباً، ستة وأربعون كيلو متر تخترق الأراضي اللبنانية، وما تبقى يمرّ في الأراضي السورية.
ويمرّ نهر العاصي بثلاث دولٍ هي: لبنان وتحديداً منطقة سهل البقاع اللبناني، وسوريا وتحديداً محافظة حمص وحماه، وتركيا وتحديداً أنطاكيا في لواء الإسكندرون.
مسار نهر العاصي
يقع منبع نهر العاصي من منطقة هضبة بعلبك، التي توجد في محافظة البقاع اللبناني، والجدير بالذكر أنّ مياه نهر العاصي تتدفق من عدة منابع وليس من منبعٍ واحدٍ، ومن أهم هذه المنابع: منابع عين الزرقا التي تقع في الجهة الغربية من سفح جبل المكمل، ومنابع اللبوة الواقعة في الاتجاه الشرقي، ومنابع الزراعة الواقعة في شمال البقاع اللبناني.
بعد أن تتدفق المياه من منابع نهر العاصي وتلتقي في نقطةٍ واحدةٍ، تتجه مياه نهر العاصي إلى الشمال، والشمال الشرقي باتجاه الأراضي السورية، ليشكّل ما يعرف بوادي العاصي، بعدها يمضي في مسيره ليصبّ في بحيرة تسمى بحيرة قطينة، ومن ثمّ يمضي باتجاه محافظة حمص السورية، ويتابع مساره حتى يصل إلى بلدة الرستن، بعدها يمضي في الاتجاه الشمالي الشرقي، ثم الاتجاه الشمالي الغربي، ليصل إلى مدينة حماة السورية، حيث توجد النواعير، وهي نواعير حماة المعروفة التي صممت خصيصاً للاستفادة من مياه العاصي لري السهول التي تجاور النهر.
بعد ذلك، يمضي بالاتجاه الشمالي الغربي حتى يصل إلى ما يسمى "محردة الكرامة "حي أقيم عليه سد محردة، ثمّ يواصل طريقه حتى يصل إلى سهل الغاب، ثمّ شمالاً إلى جسر الشغور، ثمّ إلى سهل العمق الذي يصبّ فيه عفرين والأسود، وهما أيضاً نهران، وأخيراً يلتف باتجاه الجنوب الغربي ليمر بمدينة أنطاكية التركية التابعة للواء الإسكندرون، ليصبّ في النهاية في مياه البحر الأبيض المتوسط عند خليج السويدية.
روافد نهر العاصي وسدوده
تعتمد روافد نهر العاصي على كمية غزارة الأمطار، وانصهار الثلوج، ومن أهم روافده: نهر الساروت، ونهر عفرين، ونهر عين الزرقا، ونهر البارد. وقد أقيمت على نهر العاصي عدداً من السدود المهمة مثل: سد العشارنة، وسد الرستن، وسد محردة.
