جاء في قاموس المعاني ، أنّ مصطلح الهلال الخصيب " أُطلق على المنطقة التي تشمل سوريا و لبنان و فلسطين و الأردن و العراق " . و في الحقيقة كان لهذا المصطلح استخدامات سياسيّة و استخدامات في الدراسات الآثاريّة .
لا شكّ أنّ عالم الآثار الأمريكي ( جيمس هنري برستد ) هو أوّل من صاغ وأطلق مصطلح الهلال الخصيب على حوض نهري دجلة و بلاد الشّام ، حيث تعتبر هذه المنطقة من الحضارات القديمة و ربمّا الأقدم .
و تخبرنا الكتب أنّ زعيم الحزب السوري القومي الاجتماعي ( أنطون سعادة ) هو أوّل من نادى بوحدة الهلال الخصيب ، أي " سوريا الكبرى " ، لإيمانه بأنّها أمّة واحدة لها جغرافية واحدة و ثقافة واحدة، و على هذا الإيمان اسّس لحزبه .
خرجت حضارات عدّة من هذه المنطقة ، مبتدئة بالحضارة السومريّة ، و الأكاديّة ، و البابليّة ، و الآشوريّة ، و الكنعانيّة الفينيقيّة ، فالآراميّة الكلدانيّة .
و تتالت حضارات عدّة في هذه المنطقة ، مبتدئة بالحضارة الفارسيّة ، و السلوقيّة ، و الرّومانيّة ، و البيزنطيّة ، فالحضارة الإسلامية العربيّة .
و قد تداخلت أغلب تلك الحضارات مع شبه الجزيرة العربيّة و مصر ، فالأناضول و اليونان .
و في ظلّ معاهدة سايكس . بيكو ، حدّد الهلال الخصيب بـ : العراق و سوريا و الأردن و فلسطين و لبنان ، كلّ دولة على حدا .
و لا يخفى أنّ بداية العصر الحجري الحديث ، و العصر البرونزي ، كانت في هذا الهلال ، ممتدّة حتى جنوب الرّافدين ، و غرب الشّام ، و شمال جزيرة الفرات ، حين ابتدأت المدن و الممالك .
أطلق الهلال الخصيب على هذه المنطقة تحديداً ، منطقة الحضارة البشريّة ، حيث عَرفَ سكّان هذه المنطقة الآلهة السماويّة فعذّبوها، كعشتار و تموّز و غيرها ، بدلاً من عبادة الظّواهر الطبيعيّة التي كانت آنذاك .
و تحكي الأساطير الدينيّة أنّ ( النبي نوح ) قد وهب لابنه سام هذه المنطقة ، و لذلك سميت ( ساميّة ) ، فكانت ساميّة اللغة ، و حتّى تتميّز عن منطقة شبه الجزيرة الكبرى شرق البحر الأحمر ، التي كانت لغتها ساميّة أيضاً ، فقد أطلق اسم الهلال الخصيب ، نظراً لأنها منطقة غنيّة بمياهها و بتربتها الخصبّة ، فكانت زراعتها بعليّة ، سهلة الزراعة .
يتوسّط الهلال الخصيب قارات العالم الثلاث ( آسيا . أوروبا . أفريقيا ) و بذلك منح موقعه امتيازات استراتيجيّة تجاريّة و دينيّة هامّة .
و لِما له من مناخٍ معتدلٍ ، نجد أكثر الزراعات تكون ناجحة فيه ، نظراً لوفرة الينابيع و الأنهار ، و أيضاً الأمطار الموسميّة ، و بسبب و فرة المراعي ، أصبحت لا تقلّ أهميّة الرّعي عن الزراعة.
و هي بذلك منطقة غنيّة بعناصرها المعدنيّة و النفطيّة ، و أيضاً الآثاريّة ، و لعلّ كلّ هذه الميّزات التي نجدها مجتمعة في هلالنا الخصيب هذا ، و نظراً لوحدته الديموغرافية و الجغرافيّة ، نرى الأطماع الاستعماريّة عليه لم تخفُت يوماً ، فزاد التقطيع فيه، و الاقتطاع منه.
المصادر :
1. ويكيبيديا ، الموسوعة الحرّة .
2. شبكة الريف المعرفيّة .