اشتهرت دول الوطن العربي بجمالها ، وروعتها ، وظهر ذلك جلياً في المحاولات الحثيثة للحصول على مقدرات الدول العربية ، ونهب خيراتها على مدى قرنين من الزمن ، فعانى الوطن العربي من نكبات وويلات ، ولم يجنى سوى الشهداء ،والجرحى والمصابين ، فهذه الأمور جعلت العرب يفكرون بأهمية وفائدة أرضهم ، ومدى عظم خيراتها ، فلولا ذلك لما هجم عليها المعتدي منذ القدم ، ولما استطاع أن يجعل من مقدراتها وقوداً لطائراتها وسياراته وغيرها ، وعلى النقيض تماماً ، فإن خيرات هذه الدول جعلت من المحال ان تترك لآصحابها .
وحديثنا اليوم سيدور عن دولة الخلافة الإسلامية ، ودولة الخلافة العباسية ، إنها سوريا وطن العرب الثاني ، ووطن الجمال والاهتمام ، وطن الخير والصلاح ، ووطن الرحمة والرأفة ، والعيش الرغيد ، كانت سوريا الملاذ الأمن لجميع من على الأرض ، وكانت راعية للخير والحق ، والسلام ، ولكنها لم تبقى على حالها ، فالأطماع ما زالت حتى اليوم تدور حولها كالذباب الذي لم يجد له فريسة غيرها ، ليبتلعها ، وتسافر كغيرها من البلدان التي هاجرت ، وماعادت تتعرف على أصحابها ، ولأنها سوريا كان لا بد من الوقوف عليها ، وذكرها ، وذكر مفاتنها ، ومحاسنها ، فلقد كانت الدولة الإسلامية التي اهتمت برعاياها ، حكمت على مر التاريخ بالعديد من الحكام والملوك ، وكان أخرهم حافظ الأسد ، الذي ترك الحكم لولد بشار بعد وفاته ،و قام بشار الأسد بالحكم في سوريا على الدين الإسلامي ، على الرغم من وجود نسبة لا بأس بها من المسيحين ، واستطاع أن يحكم سوريا في عز مجدها ، وقوتها ، ولكن الدمار لحق بها بعد الثورة التي طالب بها الشعب برحيل بشار الأسد عن الحكم ، لتبدأ الإنشقاقات في صفوف السوريين أنفسهم ، وبدأوا يقتلون بعضهم بعضاً في سبيل الحصول على الحرية المسلوبة التي لطالما حلموا بها على حد تعبيرهم .
ولأنها بلد الجمال فقد اشتهرت سوريا بالعديد من الصناعات ، كصناعة الصابون والحديد ، والزجاج ، من المأكولات الفستق الحلبي ، والنابلسية العربية وغيرها الكثير ، وكانت بلد الانتاج ، والحضارة إلى أن سيطرت عليها يد الموت والهلاك . وفي الزراعة فأرضها زراعية خصبة لا تستورد المحاصيل الزراعية ، لآنها تكتفي ذاتيا بنفسها، وتزرع طعامها بنفسها ، حتى لا يتحكم بها المستورد الغربي على حد تعبيرهم .
أما بالنسبة لمناخ سوريا ، فهو معتدل لأنها تعتبر بمحيط البحر المتوسط ، ولها منافذ بحرية وجوية ، فجوها معتدل ، ومناخها جميل ، وتصلح فيها الحياة بكافة مناحيها ، وتعد الأهم والاجمل وافضل من حيث الإطلالة ، ففيها الأماكن السياحية والأثرية ، وتشتهر بجمالها كعروس بين باقي الدول .