لقد كانت ماليزيا في السابق عبارة عن بلد مقسم فكانت تحتوي على أكثر من ثماينة عشر ديانة يعتنقها بشر من مختلف الأجناس وبالإضافة إلى ذلك كانت ماليزيا عبارة عن جتمع بسيط يعتمد في الأساس على الزراعة فقد كان معظم سكان ماليزيا لا يعرفون شيئاً سوى زراعة الأرز والشجر المطاط والبطاطا، فكانوا يعانون من الفقر الشديد الذي كانت نسبته تصل إلى حوالي سبعين بالمئة بالإضافة إلى تفشي الأمية والكسل بين الشعب الماليزي وهو ما وصفهم صانع النهضة الماليزية في كتابه الذي منع من النشر معضلة المالايو.
وفي 16 يوليو 1981 بدأت حكاية النهضة الماليزية بتولي مهاتير محمد لمنصب رئاسة الوزراء الماليزية ليكون بذلك رابع رئيس وزراء ماليزي وأول رئيس وزراء ماليزي ينتمي إلى عائلة فقيرة فقد كان مهاتير محمد صاحب مهنة بيع الموز في السابق والذي درس الطب في ما تعرف حالياً بجامعة سنغافورة الوطنية ليعتنق الحياة السياسية بانتمائه للبرلمان في عام 1964.
وقد قام مهاتير محمد بالنهوض بماليزيا عن طريق الكدح والعمل والانفتاح على العالم والإيمان بالطريقة العلمية لحل الأمور واهتمامه بالسوق العالمي فهو الوسيلة للنجاح والتطور ونمو باقي جوانب الدولة بالإضافة إلى وضعخطة استراتيجية طويلة المدى مستمرة حتى الآن بعد تخليه عن منصب رئاسة الوزراء والتي تستمر حتى 2020، فبالإضافة لكون مهاتير محمد مسلماً إلّا أنّه كان يؤمن بالعلم والتقدم والتوكل لا التواكل فهو كان يمضي على مبدأ "إذا أردت أن أصلي فسأذهب إلى مكة وإذا أردت المعرفة فسأذهب اليابان".
فأمّا من الناحية التعليمية فقد قام مهاتير محمد بوضع منهج تعليمي لما قبل المرحلة الابتدائية لتربية الأطفال وتنشأتهم منذ الصغر على المبادئ المهمة للنهوض بالمجتمع فأصبحت رياض الأطفال جميعها تتبع لمنهج مقرر من وزارة التربية والتعليم تؤهلهم للدخول في المرحلة الابتدائية أما في المرحلة الثانوية فقد اتهم مهاتير بالجانب الفني والمهني بالإضافة إلى الجانب الأكاديمي لتوفير جميع احتياجات المجتمع بحسب قدرات المواطنين.
أمّا من الناحية الاقتصادية فقد قام مهاتير بوضع خطة عشرين عشرين التي تهدف لجعل ماليزيا من القوى الاقتصادية الأولى في آسيا والتي كانت موضحة بكل شفافية ممّا حمس المواطنين وأكسبه ثقتهم، أما من الناحية الصناعية فقد أصبحت ماليزيا تصدر ما كانت تستورده في السابق فقد نهضت من الناحية الصناعية بشكل كبير حتى أنّها أصبحت تقوم بتصنيع السارات الخاصة بها وهي سيارة بروتون، بالإضافة إلى اهتمام مهاتير محمد بالجانب السياحي في ماليزيا فمن زار مالييزيا يشهد لها بجمال الطبيعة والأماكن السياحية فيها وهذا ما عمل مهاتير محمد على تحسنه والترويج له على مستوى العالم.