مونتينيغرو أو جمهورية الجبل الأسود هي إحدى الدول الواقعة في جنوب أوروبا والتي كانت ضمن الاتحاد اليوغوسلافي السابق حتّى تفكّكه بين عامي ألف وتسعمائة وواحد وتسعين، وألف وتسعمائة واثنين وتسعين. ولم يظل من دول الاتحاد إلّا مونتينيغرو وصربيا ليشكلا ما عُرف باسم يوغوسلافيا الجديدة حتّى عام ألفين وستة عندما أعلنت مونتنيغرو استقلالها لتصبح جمهورية الجبل الأسود المستقلة.
تقع مونتينيغرو في شبه جزيرة البلقان في أقصى الجنوب، وهي دولة ساحليّة تطل على البحر الأدرياتيكي الذي يحدها من جهة الجنوب الغربي، ويحدها من الجنوب دولة ألبانيا، ومن الغرب جمهورية كرواتيا، شمالاً تحدها البوسنة والهرسك، أمّا شرقاً فتوجد كل من صربيا وكوسوفو. إنّ جمهورية الجبل الأسود دولة صغيرة مساحتها لا تصل إلى أربعة عشر ألف كيلو متر مربع، وساحلها المطل على البحر الأدرياتيكي هو ساحل ضيّق عبارة عن أراضي مرتفعة في الكثير من المناطق، ويشغل معظم مساحة البلاد جبل ضخم تقطعه العديد من الأنهار والأودية العميقة. وبحكم التضاريس فإنّ جمهورية الجبل الأسود تتكوّن في معظم مساحتها من الأراضي الجبليّة، والغابات، مع وجود سهول في وسط البلاد. كذلك فإنّ العديد من مساحات شواطئها رمليّة تنتشر فيها أنواع مختلفة من النباتات.
أمّا السكان في جمهورية الجبل الأسود فيعد مركز تواجدهم هو العاصمة بودجوكوريا والمدن الأخرى، وذلك بعد التقدّم الاقتصادي النسبي الذي حدث في البلاد بعد الاستقلال عن الاتحاد مع صربيا. إنّ شعب الجبل الأسود يمت بصلات قربى وطيدة مع الشعب الصربي حيث إنهم يتحدّثون نفس اللغات، والمسيحيين منهم ينتمون إلى الكنيسة الأرثوذوكسية الصربية. وتمثّل اللغة الصربية اللغة الأولى في البلاد من حيث عدد المتحدثين بها، تليها لغة مونتينيغرو، مع أقليات تتحدّث لغات مثل البوسنية، والألبانيةن والكرواتية، والإيطالية، إلى جانب التركية، واليونانية، والمالطية، والعربية.
كانت دولة الجبل الأسود إحدى المناطق التي استولت عليها الإمبراطورية العثمانية في فترة مبكّرة من تاريخها مع استيلائها على منطقة البلقان، وذلك في القرن السادس عشر الميلادي، وقد تطوّر الحكم في الجبل الأسود من إمارة عثمانية تحكم بطريقة مباشرة إلى دويلة صغيرة ذات حكم ذاتي، وذلك في الفترة التي صاحبت إعطاء الحكم الذاتي للعديد من المناطق التي كانت تحت الحكم العثماني خاصّة التي كانت تتواجد فيها القبائل التي كان من الصعب التحكّم فيها بالقوة العسكرية طوال الوقت مع الطبيعة الجبلية للبلاد، وكانت قبائل الجبل الأسود تتمتّع بتلك الحريّة من الحكم الذاتي على عكس العديد من المناطق الأخرى التي كانت خاضعة للحكم العثماني.
