زبيدة زوجة هارون الرشيد

زبيدة زوجة هارون الرشيد

المرأة، هي نصف المجتمع، بل هي ركنه وعماده، التي تقوم عليه الأمجاد والحضارات، فكما يقال: وراء كل رجل عظيم امرأة، وجاء الإسلام ليعطي للمرأة حقوقها وكرامتها، فانخرطت في ميادين الحياة، لتقدم الخير الكثير، والإنجازات العظيمة التي تنفع بها المجتمع، وتصلح من شأنه، وفي هذا المقال، نقدم نموذجاً رائعاً، وواقعاً حياً، لامرأة عاشت لأجل غيرها، تقدم الكثير والكثير، لتحقيق الخير والنفع على الإسلام والمسلمين.

حديثنا عن السيدة زبيدة، زوجة الخليفة هارون الرشيد، من هي؟ وابنة من تكون؟ وماذا قدمت للإسلام؟

إنّها السيدة أم الأمين أمة العزيز بنت جعفر بن أبي جعفر المنصور أول خلفاء الدولة العباسيةو"زبيدة" لقب لها، أطلقه عليها جدها أبو جعفر المنصور، لأنها كانت بيضاء ونقية كالزبدة، فنادها لتدليلها بهذا اللقب.

تزوجها الخليفة هارون الرشيد في شهر ذي الحجة، من سنة مئة وخمس وستين، وأسكنها قصره الواسع الفسيح، حتى كان لها من الجواري مائة جارية، جميعهم كانت تحفظهم القرآن، فيسمع من قصرها صوت كدوي النحل، من تلك القراءة، يرجع نسب زبيدة إلى بني هاشم، ولقد حظيت بميزة، لم تكن لأحد غيرها وهي أنها الهاشمية الوحيدة التي أنجبت خليفة، وهو الأمين محمد بن هارون الرشيد.

كانت السيدة زبيدة ذكية لماحة، حتى أن هارون الرشيد كان كثيراً ما يختبر ذكاءها وفي يوم من الأيام، جاءها وقال لها: يا زبيدة أنت طالق إن بت في ملكي هذه الليلة فكرت زبيدة بحزن أين ستذهب، وكل البلاد ملكا لأمير المؤمنين هارون الرشيد ثم في صبيحة اليوم التالي، سأل الخليفة هارون عنها، فقيل له: أنها باتت في المسجد، ولما ناداها، قالت له: بأنّ المسجد بيت الله، وملك لله؛ وليس لك منه شيء، فأعجب بذكائها وفطنتها، وازداد حبه لها

وقد كان يحبها كثيراً، ويلبي لها كل ما تريد وحينما قصدت بيت الله الحرام لتؤدي فريضة الحج؛ مرت بطرق ووسائل كثيرة، وكلما مرت بمكان في مكة؛ أقامت فيه بناءً، أو منبع ماءً وبرك، أو غيرها من وجوه الخير الكثيرة التي لا زالت تنسب لها إلى يومنا هذا ومن المعروف أن السيدة زبيدة عملت على توسعة عيون زمزم في الحرم المكي ما نسبته عشرات الأميال، فسقت أهل مكة كلهم دون مقابل، بعدما كانوا يدفعون الدنانير للشرب من المياه.

ومن النوادر التي حدثت بين السيدة زبيدة والخليفة هارون الرشيد، أنهما اختلفا في يوم من الأيام على نوع من أنواع الحلوى، أيها أشهي، فقد اعتبرت زبيدة أن الفالوذج أطيب من اللوزينج، وبالمقابل قال هارون الرشيد أن اللوزينج أشهى _بعكس ما قالت زبيدة، فتخاصما، وبعثا إلى حكم بينهما، فجاءهم أحد قضاة البلاد، وقد كان يعرف أن أحدهما سيغضب لو نصر الآخر، فطلب قطع حلوى من النوعين، وظل يأكل، فلما سئل عن أطيبهما، قال بذكاء: كلما قررت أن أحكم لأحدكما جاء الآخر بحجته، وهكذا.فكلاهما لذيذ أعجبت زبيذة بذكائه وصرفت له مبلغاً عظيماً.

ولما توفي هارون الرشيد، طلبت السيدة زبيدة من الخليفة المأمون، وهو ابن زوجها، أن يرعاها، ويهتم بأمرها فهي تحبه من قبل أن تراه، لما عرفت عنه من خصال طيبة من أبيه.

توفيت رحمها الله في بغداد سنة مائتين وعشرة للهجرة.

اذكار الصباح - نوع غشاء البكاره - الحروف الابجدية - كلام رومانسي - شهر 12 - كلام عن الام - كلام جميل - صفحات القرآن - الجري السريع - ترددات القنوات - كلام جميل عن الحب - كلمات عن الام - كلام في الحب - عبارات تهاني - كلام حب و عشق - طرق إثارة - دعاء للمريض - كلام حلو - الحروف العربية - العشق - دعاء للميت - تفسير أحلام - ادعية رمضان - الوضوء الأكبر - أعرف نوع الجنين - كلام جميل