تعتبر المياه سر الحياة على وجه الأرض لجميع الكائنات الحية، ومن أكثر المحتاجين لتلك المياه هم البشر لأغراض الزراعة والصناعة والاستعمال المنزلي والشرب واستخدامه في إعداد الطعام والطهي، ولما لتلك الحاجة من الماسة الشديدة وبسبب ابتعاد مصادر المياه السطحية عن بعض المناطق، احتاج البشر إلى مصادر قريبة من الإنسان وقادر على الحصول عليها في فترة معقولة ممكنة، فكان استخدام الآبار الارتوازية التي يتم اخراج المياه من الخزانات الجوفية في الأرض تحت أعماق معينة تختلف بناء على اختلاف الطبيعة الجغرافية للأرض والمنطقة التي يتم البدء باستخراج المياه منها.
يتم تجميع المياه في باطن الأرض عن طريق ترشح المياه من السطح من المياه الجارية من الأنهار والبحار المتماسة مع الشاطئ وكذلك الأمطار التي تهبط من السماء التي تلامس الأرض وتترشح حتى تصل نقية إلى المياه الجوفية أو الآبار الارتوازية وتتخزن بين صخرتين صلدتين لا تسمحان للمياه بالنفاذ عن طريقها مما يجعلها محصورة بين تلك القناة في الأرض ويختلف عمق تلك الآبار بالنسبة لاختلاف الطبيعة الجغرافية للأرض الذي يتشكل عنه لاحقا بعض الأنهار والتيارات المائية الجارية تحت الأرض التي تتجمع في قنوات وأخاديد وبعض البرك الواقعة تحت مستوى الأرض.
تعتبر عملية استخراج المياه باستخدام الآبار الارتوازية طريقة مهمة جدا للحصول على المياه للاستخدام البشري فهي لا تحتاج للكثير من العمليات الفيزيائية والبيولوجية لتحويلها إلى مياه صالحة للاستخدام الآدمي وفرصة اسنخدامها احسن وأفضل وأقوى من المياه المتواجدة على السطح وكذلك الواقعة من السماء بسبب تكثفها وهطولها على شكل أمطار تتلامس مع طبقة الأرض لتترشح فيما بعد لتعود إلى الخزانات الجوفية لتخزينها، ومن المصادر الأساسية التي أوجدها البشر للخزانات الجوفية هي عملية حقن التربة بالمياه المعالجة الناتجة من الصرف الصحي بعد مرورها بمحطات التنقية التي يتم وضعها فوق نوع خاص من الصخور يسمح لها بالتسرب بشكل تدريجي مرة تلو الأخرى حتى يصل إلى الخزانات وكأنه هبط على شكل أمطار موسمية مما يزيد من كفاءة وامتلاء الخزان الجوفي من المياه والاحتياطي للدولة التي نزلت عليه تلك الأمطار.
عملية حفر الآبار الارتوازية هي عملية حكومية لا يسمح للأفراد في الحفر أبدا، للحفاظ على المخزون وترشيد الاستهلاك والحفاظ على المخزون العام لجميع المواطنين فتتوزع المياه بشكل عادل ومناسب للجميع والتأكد من صحة المياه وسلامتها للاستخدام قبل أن يتم وضعها للاستخدام الآدمي أو الزراعي، وذلك يضمن الحفاظ على المخزون الاستراتيجي للوطن من المياه ويجنب المستخدمين للمياه المشاكل وعيوب الصحية أو البيئية التي من الممكن أن تنتج عن عدم دقة الحفر والاستخدام الآدمي له.
يتم حفر الآبار الارتوازية باستخدام مقاديح مكونة من رأس بثلاثة مثاقيب تعمل على حفر التربة وتهشيم المحفور وارساله نتيجة الماء المدفوع مع الحفر إلى الأعلى ليمنع هبوط التربة من جديد ويتم أثناء ذلك الحفر باستمرار حتى يصل ذلك إلى انبوب قادر على انزال الأنبوب الخاص بعملية السحب من الخزان الجوفي.