ولد إبراهيم باشا الفرنجي لأسره مسيحية قرب مدينة على الساحل اليوناني لعائلة بسيطه . كان والده بحاراً بارعاً ومالبث إبراهيم أن أبعد عن والديه في بدايات طفولته ليقضي بداياته رهين قراصنه قاموا بإختطافه . ويقال أنه أبعد بإختيار أسرته تبعًا لنظام الدوشرمة ، وهو أن يفرض انتزاع نسبة من الفتيان الأرثوذكس من أسرهم وإلحاقهم بالجيش الإنكشاري العثماني بعد تغيير دينهم إلى الإسلام.
وأغلب الظن أنه بيع لأرمله في ماغنيسيا أحسنت تنشئته وتعلم لديها العزف قبل أن يؤخذ إلي الاناضول لتلقى التعليم . ومن هنا بدأ نجمه يلوح في الأفق حيث لاحظ العثمانيون فطنته ووسامته وشخصيته الجذابة فقربوه إلى مجايلة سليمان ابن السلطان الذي أتخذه صديقاً مما سمح له بتعلم العديد من المهارات الثقافية والحرفية واللغات المتعددة. ومن خلال سرعة بديهته وفراسته اتسعت المساحة بينه وبين صديقه ولي العهد ، حيث قام بتعيينه صدراً أعظم عندما تولى خلفاً لوالده سليم الأول ، ويعادل لقب الصدر الأعظم لقب الوزير الأول أو رئيس الوزراء حالياً.
كانت الدولة العثمانية في عهد السلطان سليم القانوني وصديقه إبراهيم باشا في أقصى اتساعها ونهضت على مستوى التنظيم واستمرت في النمو والتوسع.
لقب إبراهيم باشا بأسماء متعددة بفضل ألقاب لحقت أو سبقت اسمه ، تمييزًا له عن رجالات الدولة والصدور العظام الذين حملوا إسم إبراهيم ، فقد عرف باسم محمد سليم باشا الإفرنجي نسبة لأصله غير العثماني ولقب ايضاً ب "البارغالي" أو "البرغالي" أو "البرغلي" نسبة لبرغا التي ولد فيها.
ولقب أيضاً بداماد وهو اللقب الذي يمنح لصهر السلطان حيث تزوج إبراهيم باشا خديجة شقيقة القانوني ولم يحصل علي هذا اللقب سوى ثلاثة صدور عظام حيث سمي داماد إبراهيم باشا او صهر السلطان إبراهيم باشا.
ومن لقب أخر نستخلص نهاية إبراهيم باشا الذي كلل نجاحه بنهايته الدموية على يد الشخص الذي منحه الثقه والعلم والفرصة ليصنع كل هذا المجد حيث لقب بالمقبول المقتول وذلك لقبول السلطان له وقتله في نهاية الأمر. ولم تكن نهايته غريبة فلم يكن إبراهيم باشا اول صدر اعظم يقضي نحبه بواسطة أوأمر السلاطين فقد توفى 22 صدر أعظم بأمر إعدام ولكن بروزه في المشهد العثماني وقربه من السلطان جعل هذه النهاية مؤلمه بعض الشئ فبعد عودة الجيش من القسطنطينه بعد مواجهة مع الدولة الصفوية أمر السلطان بإعدام صديقه ورجله الأول ، وعثر عليه مخنوقا من رقبته في غرفته وسبق هذا الوقت فرصة اعطاها السلطان لصديقه أسبوع كامل يتناولا طعام السحور معاً رغبة من السلطان في منحه فرصه للهرب أو لإيقاظه بإقتراب ميعاد إعدامه ، ورغم علم إبراهيم باشا بذلك إلا أنه فضل أن يبقى وفياً للسلطان حتى أخر لحظه.
ظل مدفن الباشا موضع حيرة حتى الآن. فبرغم أن المعلومات المتوفرة حتى الآن أنه في حديقة مسورة صغيرة ملحقة بالفناء الخلفى لقصره إلا أن حقارة القبر وصغر مساحته وعدم دفنه في المقابر السلطانية قد أكثر من الاحتمالات والأقاويل حول مكان دفنه وهي كالآتى : بارغا مكان مولده ، وذكر البعض أن إحدى وصاياه أن يدفن فيها. الجزائر : ابعد ولاية عثمانية ، حتى لا يتذكره السلطان . مانيسا : أول مكان قابل فيه السلطان والذي كان تحت حكم الأمير مصطفى ولي العهد وربما كان دفنه هناك بطلب من مصطفى.
أعاد المسلسل التركي "القرن العظيم" قضية إبراهيم باشا إلى الواجهة، بعد أن كان غير معروف إلا لدى المهتمين بالتاريخ العثماني، وقد ترجم المسلسل ودبلج إلى 11 لغة وبث لأكثر من 31 دولة نهاية عام 2011 وبداية 2012، وتابعه المشاهد العربي تحت اسم " حريم السلطان".