موضوعنا في هذا المقال عن زعيم مصري، خاض ثورة ضد الاحتلال الإنجليزي، وله معهم صولات وجولات من الثورة، والإبعاد، والعودة، والكفاح، شغل منصب رئيس الوزراء، ومن ثم استلم منصب رئيس مجلس الأمة، وهو من أبرز الزعماء المصريين، وصاحب ثورة 1919 ضد الإنكليز، إنه الزعيم سعد باشا زغلول.
نشأته
ولد سعد زغلول في قرية تابعة لمحافظة كفر الشيخ، اختلفت الأقوال في تحديد تاريخه مولده وتباينت بشدة، فمنهم من يقول أنه من مواليد شهر يوليو لعام 1857م، وغيرهم يقول أنه ولد في يوليو 1858م، هذا في حين أنه وجد في شهادات الحقوق تاريخ ميلاده مسجل في شهر يونيو 1860م. نشأ سعد زغلول وإخوته أيتام بعد وفاة أبيهم، وكان عندها عمر سعد زغلول خمس سنوات فقط، هذا والجدير بالذكر أن والده كان رئيس مشيخة القرية في حينها.
حياته
بعدما انهى سعد زغلول تعليمه في الكتاب، التحق في جامعة الأزهر، وتتلمذ على أيدي كبار العلماء ورؤساء المناضلين والثوار، ثم عُين كمعاون في نظارة الداخلية، وسرعان ما تم فصله منها بسبب اشتراكه في الثورة العرابية، ثم عمل في سلك المحاماة، ولكن في عام 1883م تم القبض عليه ووجهت له تهمة المشاركة في تنظيم وطني عُرِف باسم «جمعية الانتقام».
ثم خرج من السجن بعد أن قضى فيه ثلاثة أشهر من عمره، وليعود إلى مهنة المحاماة من جديد، ثم الالتحاق بدائرة أصدقاء الإنجليز، وذلك عن طريق الأميرة نازلي، وعمل حينها على تعلم الإنجليزية، وبعدها تزوج من زوجته صفية ابنة رئيس الوزراء مصطفى فهمي باشا، ثم أخذ يتعلم الفرنسية، في محاولة منه لزيادة ثقافته، و شغل سعد زغلول منصب وكيل نيابة، ثم تمت ترقيته إلى رئيس النيابة، وبعدها حصل على الباكوية، ثم تدرج حتى صار نائب قاضي، وبعدها في عام 1897 حصل على درجة الليسانس في الحقوق.
كان هناك فئة تسمى بفئة المنار، كانت تضم العديد من المثقفين، والأزهرين، والعلماء، والأدباء، والمصلحين الاجتماعيين، وكان لها جناح سياسي انضم إليه سعد زغلول، وكان أحد المشاركين في تأسيس الجامعة المصرية، وكان يدافع دوماً عن الكاتب قاسم أمين وكتاباته وكتبه، وخاصة كتابه الشهير "تحرير المرأة" ثم شغل منصب مناظر في المعارف، ثم للحقانية عام 1910م.
قام سعد زغلول بتأسيس الجامعة المصرية بالإضافة إلى محمد عبده، وصديقه قاسم أمين، كذلك محمد فريد، وقد تم اختيار مكان قصر جناكليس كمقر لها، وتم اختيار سعد زعلول أول رئيس لتلك الجامعة، و ساهم سعد أيضا في تأسيس النادي الأهلي عام 1907 وتولى رئاسته في 18 يوليو 1907 م، لهذا كان لا بد لزغلول أن يستغل كافة الطاقة التي لديه من أجل أن يسترجع حقه في وطنه المسلوب الذي ضاع في تقسيمات الغرب فيما بينهم .