الراحة النفسية هي مسعى كل إنسان في الحياة و المحرك الأول لكل أفعاله ، فالأشخاص الذين يرغبون في التمتع بنعيم الدنيا لا يريدون هذا سوى من أجل الشعور بالسعادة النفسية و الراحة من الهموم و المشاكل وعيوب التي تؤرقهم و تجعلهم دائمي التفكير في المستقبل و ما يحمله من أشياء مجهولة ، و الأشخاص الراغبين في نعيم اللآخرة و رضا الله سبحانه و تعالى يزيدون من العبادة و التنسك و التمسك بأوامر الله سبحانه و الإبتعاد عن ما نهى عنه و عن طريق المعاصي من أجل الشعور بالرضا عن الذات و الراحة النفسية في الدنيا ، و الرضا بالقضاء الذي يقضي به الله تعالى ، و في الحالتين يسعى الإنسان إلى الراحة و السعادة و الإستقرار النفسي .
و عدم الشعور بالراحة النفسية يعتبر من المشاعر السائدة و المنتشرة عند أغلب الناس ، ذلك لأن العالم اليوم يحمل الكثير من الصعاب و التحديات ، و كل دولة بها العديد من المشاكل وعيوب التي عليها أن تواجهها من أجل تحقيق سلامة مواطنيها و رفاهيتهم ، و كل فرد يسعى للحفاظ على أسرته و يحاول قدر الإمكان تأمنيهم من نوائب المستقبل الذي يراه الجميع غير مشرق بشكل أو بآخر كنوع من القلق الإنساني من المستقبل أو المجهول عموماً .
و لكي يشعر الإنسان بالراحة النفسية في الحياة و يشعر بأن المشاكل وعيوب التي عليه أن يجتازها سهلة و بسيطة عليه أن يتعلم أولاً عدم الهروب من المشكلات و مواجهتها حتى يشعر بالرضا عن ذاته و يشعر بفرحة الإنتصار على العقبات في الدنيا . كذلك على الشخص الذي يريد أن يشعر بالرضا و الراحة النفسية أن يبتعد عن الما هى اسباب التي يمكن أن تؤذيه نفسياً ، و من أهمها أن يكون الشخص صادق تماماً مع ذاته و مع الآخرين ، لا يخدع أحد ولا يسبب الأذى لأحد ، لأن فعل ذلك يستتبعه الشعور بالذنب و القلق الدائم من عقاب الله سبحانه ، كذلك على المرء أن يتبع مبادئه التي تربى عليها ولا يحيد عنها مهما حدث .
و الإقتراب من الله سبحانه و تعالى من الأشياء التي تجلب السعادة للإنسان و تجعله يشعر بالراحة و عجم القلق من المستقبل ، و العمل الجاد و الإهتمام بالعلم و الثقافة من الأمور التي تزيد من تفتح إدراك المرء و سعة تفكيره ، مما يجعله قادر على فهم المشكلات بشكل احسن وأفضل وبالتالي التعامل معها ببساطة و دون تعقيد أو الشعور بالهم .