علم النَّفس
يُعلّمُ عِلم النَّفس الإنسانَ كيفيّة قراءةِ الأشخاص، ولكنَّ مما لا بُدَّ من معرفته هو أنَّ الهدفَ مِن علمِ النَّفس ليس التَّحكُّم في عقولِ الآخرين، أو مُحاولةُ السَّيطرةِ عليهم؛ فعلم النَّفس يُحاول أنّ يَفهمَ الطّريقة الَّتي يُفكّر بها الإنسان، والما هى اسباب الَّتي تَدفعهُ للقيامِ بالأشياءِ الَّتي يَقوم بها، كما أنَّ هُناك أهدافاً مُحدّدةً وأساسيّةً لهذا العلم، وفي هذا المقال شرحٌ لكُلٍ منها.
أهداف علم النَّفس
هُناك أربعةُ اهدافٍ لعلمِ النَّفس، وهي:
الوصف
يهدف عِلم النَّفس إلى فهمِ الإنسان وغيرِهِ من المخلوقات، وجمعِ المعلومات الكافية عن الطَّريقةِ الَّتي يعمل بها دماغُه لخدمةِ الآخرين بأفضلِ طريقةٍ مُمكنة، ومن خلالِ دراسة تصرُّفاتِ الإنسان المُختلفة يُمكن للعُلماءِ النَّفسيين تَحديد التَّصرُّفات السَّوية من غيرِ السَّوية؛ حيُث يعملون على تحليلِ الأفكار، والمشاعر، والأفعال، والأهداف بمُساعدةِ الدِّراسات، والأبحاث في هذا المجال.
التَّوضيح
هو ما يَعني معرفة الما هى اسباب الَّتي أَدّتْ إلى ظُهورِ هذا التَّصرُّف على الإنسان، والعوامل الَّتي قد تُؤدي إلى ظُهوره مرَّةً أخرى، وللحصولِ على هذا النَّوعِ من المعلومات يقومُ العُلماء النَّفسيون بإجراءِ تجاربَ للتَّأكُد مِن أنَّ هذا التَّصرُّف غير شاذ، فإذا ظهرَ هذا التَّصرُّف على فردٍ واحد من الإنسان أو الحيوان فهذا يعني أنَّ هذا التَّصرُّف غير طبيعيّ.
التَّوقُّع
بناءً على المعلومات الَّتي حصدها العُلماء النَّفسيون بخصوصِ تَصرُّفات الإنسان، يُمكنُ لهم أنْ يتوقعوا إذا كان سَيظهر مرَّةً أخرى، أو إذا كان هناك أشخاصٌ آخرون سيُعانون منه.
السَّيطرة
بعد جمعِ المعلومات عن التَّصرُّفات الَّتي يقومُ بها الإنسان، ودراستها، وفهمها، وتوضيحها، يُمكن للذين يُحيطون به مُساعدته في السَّيطرةِ على هذا التَّصرُّف، فمثلاً من خلالِ معرفةِ كيفيّةِ تصرُّف الأطفال يُمكنُ للمُعلمةِ أو الوالدين التَّحكُّم بهم وتقويم سلوكهم.
أمثلة
لعلمِ النَّفس جوانبٌ إيجابيّة، وأخرى سلبيّةٌ حسبِ الشَّخص الَّذي يَستخدمه، وفيما يلي بعض الأمثلة:
- من المعروف للطُّلاب في المراحل المُتقدّمة من الدّراسة أنَّه كُلما دَقّ جرسُ المدرسة، يجب عليهم تغيير صَفّهم أو التَّحضير للحِصّةِ التالية، ولِذلك ففي كُلِّ مرّةٍ يُدقّ فيها الجرس يترك الطُّلاب ما بيدهم، ويُحضرّون أنفسهم لما يلي، والسؤال هُنا ما الَّذي يَدفع الطُّلاب إلى القيام بذلك من دونِ توجيهٍ من أحد، والإجابة تكمُن في أنَّهُ من اليومِ الأول في المدرسة يُخبر المُعلِّمُ الطُّلاب بحلولِ وقتَ الحِصّةِ التالية عند قرعِ الجرس، ويستمّر كذلك لمُدَّةِ أسبوع، وذلك لانَّ قُدراتِ الطُّلاب على اكتساب هذه التَّصرُّف مُتفاوتة، وبعد مرور أسبوعٍ أو أكثر ينتبه الطُّلاب بحلولِ موعد الحِصّة عند سماع الجرس، ومن دون حاجةِ المُعلم إلى تذكيرهم بذلك.
- لنقُل مثلاً إنَّ طفلاً ما يُدعى آدم يُحبُّ أنْ يَقَْرُصَ أخيه كريم، وعندما يقوم بذلك يُدندن لحناً ما، وفي يومٍ من الأيام، وبينما كانا جالسين في غُرفةِ المعيشة مع والديهما دندن آدم نفس اللَّحن، وانتبه إلى أنَّ أخيه كريم شَعرَ بالخوف عندما سمع هذا اللَّحن، وبذلك أصبح بإمكان آدم أن يُدندن اللَّحن وقتما أراد؛ لإخافةِ كريم.