علم النفس
نشأ علم النفس الحديث كدراسة مستقلة عن الفلسفة في أوروبا في القرن التاسع عشر الميلادي، ويهتمّ علم النفس بدراسة سلوك الإنسان وآليات عمل العقل البشري، وذلك للتوصل إلى فهم هذا السلوك بشكل واضح والتحكم فيه بطريقة تُسبّب النفع للإنسان، ويساعد علم النفس الإنسان بصفة عامة على فهم أنماط الشخصيات المختلفة وتوقّع ردود الأفعال على المواقف المتباينة، ولذلك تكثر التطبيقات العملية لعلم النفس في العصر الحديث في الإنتاج والتجارة وغيرها، حتى أصبح تحليل الشخصية أحد الدّراسات الممتعة حتى لغير المتخصّصين لتسهيل التعاملات الاجتماعية.
علم النفس وتحليل الشخصية
علم نفس الشخصية
دراسة الشخصيّة أحد الفروع الأساسية في علم النفس، ويركز علم نفس الشخصية على محاولة بناء صورة مُتكاملة للعمليات النفسية للفرد، مع مراعاة الفروق الفردية التي تميّز كل إنسان عن غيره، مع تمييز الأمور المتشابهة بين البشر بصفةٍ عامّة في ظل المؤثرات الخارجية والداخلية المختلفة، ولفهم علم نفس الشخصية الذي يقود إلى تحليلها العلمي يُراعى تقسيم الشخصية إلى ثلاثة جوانب تتكامل فيما بينها، وهي الجانب الوجداني المتعلق بالأخلاق والقيم والعاطفة، والجانب العقلي الذي يختص بجمع المعارف والخبرات والمزج بينها لإخراج ردود الأفعال والأفكار الجديدة، والجانب الحركي الذي يؤثر على كلٍّ من العقل والوجدان، وتتكوّن الشخصية من مجموع تلك الجوانب بالإضافة إلى العوامل البيئية المحيطة كالمجتمع والأسرة والتعليم وغير ذلك.
تحليل الشخصية
التحليل النفسي ليس علماً مستقلاً بذاته، وإنّتعرف ما هو وسيلة للعلاج و دواء النفسي تعتمد على اكتشاف جوانب اللاشعور المختلفة لدى الإنسان والتي تحركه في الكثير من المواقف، وكان النمساوي فرويد هو رائد تلك المدرسة التي نقلت علم النفس إلى درجة أعلى من الدقة، حيث أشار إلى أهمية وفائدة اللاشعور الذي يعمل كمحرّك أساسي للسلوك في شكل أفكار أو مخاوف قد لا يعيها الإنسان، ولكنّه يتصرّف وفقها مع ذلك.
حاول فرويد تقسيم الجانب الوجداني للنفس البشرية لعناصر ثلاث هي الأنا، والأنا الأعلى، والهو؛ حيث يمثّل الأنا الإنسان ذاته بعد مزج الأفكار والمخاوف والرغبات البدائية بعناصر البيئة والثقافة، بينما تعد الأنا الأعلى الضمير البشري، وهي التي تمنع الإنسان عن إشباع رغباته بشكل حيواني دون وجود رادع أخلاقي أوديني، والهو تمثل المنبع البدائي للغرائز البشرية التي تحرك الإنسان، والتي تمر بعملية صقل لتخرج في شكل يناسب المجتمع، وقد اعتمد تحليل الشخصية في عصر فرويد على الحصول على ملاحظات من الأحلام التي يراها الإنسان أو زلات اللسان في حالات التداعي الحر، ثم تطورت في العصر الحديث لتشمل ردود الأفعال الحركية.