الخديوي اسماعيل هو اسماعيل ابن إبراهيم ابن محمد علي،ولد في 31/12/1830 في الجماليّة- القاهرة في قصر "المسافرخانه". و تعلّم الخديوي اسماعيل العلوم الطبيعيّة و العلوم الهندسيّة و العلوم الريلضيّة، كما تعلّم عدّة لغات مثل العربيّة و الفارسيّة والتركيّة. و عندما أتمّ سنّ الرابعة عشرة أُرسل إلى فينا- النمسا للتعلّم و العلاج و دواء من مرض الرمد الصديدي إذ مكث فيها سنتين. و بعد ذلك أرسله والده إلى باريس لينظم إلى تلاميذ سلك البعثة المصريّة الخامسة. الخديوي اسماعيل هو ثاني أبناء إبراهيم باشا و بعد وفاة أخيه الأكبر "أحمد رفعت" بحادث أصبح اسماعيل وريث الحكم على مصر، و صار حاكم مصر في عام (1863).
سار الخديوي اسماعيل على نهج جدّه محمد علي،حيث أنّه عمل على تحديث مصر و سعى إلى أستقلالها عن الإدارة العثمانيّة باستخدام أسلوب الرشاوي و التودّد لذوي القوّة. كما قام بتعديل قانون وراثة العرش إذ حصر وراثة العرش في أنجاله .كما قام الخديوي اسماعيل بمكافحة تجارة الرقيق في السودان، و أيضاً وسّع أملاك مصر في أفريقيا، و في فترة حكمه تمّ إفتتاح قناة السويس للتجارة العالميّة، كنا قام بإنشاء أوّل مجلس للنظار عام (1878).
و في عهده تمّ تحويل مجلس المشورة الذي أسّسه جدّه محمد علي إلى مجلس شورى النّواب. و كما قام بإنشاء مجالس محليّة منتخبة لتعاونه في إدارة البلاد و هذه المجالس المحليّة تقوم بالنظر في الدعاوي المدنيّة والجنائيّة ، كما قام بإلغاء المحاكم القنصليّة و استبدالها بالمحاكم المختلطة، و المحاكم الشرعيّة حصر وظيفتها في النظر في قضايا الأحوال الشخصيّة فقط، عمل على بناء الكثير من القصور الفخمة، و خلال فترة حكمه زادت مساحة الأراضي الزراعيّة، و تمّ بناء حوالي (15) منارة في البحر المتوسّط و البحر الأحمر بهدف إنعاش التجارة، وتم تطوير السكك الحديديّة، و أيضاً قام بإنارة الشوارع و من أبرز الأحداث التّي حدثت في فترة حكمه على مصر و التّي تسبّبت بعزله لاحقاً زيادة ديون مصر بشكل كبير، ممّا أدّى إلى تدخّل بريطانيا و فرنسا في شؤون مصر من أجل حماية ديونها.
و في (26 حزيران عام 1879)تمّ عزل الخديوي اسماعيل عن الحكم بسبب سياسته الماليّة في مصر، إذ نفي الخديوي إلى أوروبا و بقي (16) سنة، و لم يدخل مصر إلّا بعد وفاته التي كانت في (2 آذار 1895) حيث تمّ دفنه في مسجد الرفاعي.