تربية الخيول في تونس تعتبر من التقاليد العريقه فمنذ عام 1866 م قامت الدوله في تنظيم هذا القطاع وقامت بتحسين سلالات الجياد وذلك من خلال بناء اول اسطبل في مدينة سيدي ثابت شمال تونس وهو مملوك للدوله وذلك لتربية الخيول في منطقه تبلغ مساحتها 5000 هكتار ، وذلك انعكس على كمية الخيول المتواجده في تونس لغاية الان والتي يبلغ حوالي 26 الف خيل من 6 سلالات مختلفه .
وتمتاز الخيول البربرية برشاقتها وسرعتها وقدرتها على تحمّل الإجهاد وقوتها والعطش والسير في المناطق الجبلية الوعرة وقد قامت وزراة الزراعه سنة 1988 م بادخال تربية الخيول ضمن خطه عامه لتربية المواشي وتقول "وكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية" " إن مشاريع تربية الخيول في تونس تشهد تطورا خلال السنوات الأخيرة بفضل تشجيع الدولة على الاستثمار في هذا المجال وشغف مربّين بالخيول" . كما ان الوكاله تقدم للمستثمرين منحا ماليه تصل لغاية 25% من الكلفه الاجماليه لمشاريع تربية الخيول ولكن ضمن شروط ومعايير تضمن نجاحه .
وتعتبر الخيول البربريه والخيول العربيه وخيول مقعد والتي تنسب الى منطقة مقعد شمال غرب تونس من اهم وابرز سلالات الخيول في تونس . كما تنتشر سلاله عربيه بربريه وهي سلاله منقحه بين النوعين ، كما تنتشر الخيول الانجليزيه الاصليه والعربيه الانجليزيه المنقحه ايضا بين السلالتين . وقد اقر انس العنابي " مدير عام المؤسسه الوطنيه لتحسين وتجويد الخيول " ان بلاد تونس والمغرب والجزائر هم الموطن الاصلي للخيول البربريه وان هذا الخيول تعود الى 1000 عام قبل الميلاد.
وقد قال المؤرخون ان الخيول البربريه ازدهر استعمالها في قرطاج سنة 814 قبل الميلاد حيث اعتمدوا عليها في التنقل والتجاره والحروب والزراعه . كما اعتمدت الجيوش عليها واهمهم القائد القرطاجي " هانيبال " وقام بغزو شمال افريقيا بالخيول البربريه كما انه والجيوش استعملوها في زحفهم على إسبانيا وفرنسا وسويسرا وإيطاليا. وتضم متاحف تونسية اليوم قطعا نقدية قرطاجية نقشت عليها رسوم الحصان البربري.
وفي عام 2005 قام " ويليام برانشلاي" و "كريستين هانشي" وهم مواطنان من جنوب افريقيا وهما باحثان في مجال الخيول بلقيام برحله على ظهر جوادين بربريين من تونس لاختبار قدره هذه الجياد وبدأت رحلتهم من تونس وانتهت ب جنوب افريقيا في منطقة كاب اغيلاس وهي اقصى نقطه بجنوب افريقيا ، واستغرقت الرحله 13 شهرا قطعوا فيها 15196 كيلو متر مروا خلالها ب 13 دوله افريقيه .
اما الخيول العربية الأصيلة فدخلت إلى تونس مع الفتح الإسلامي عام 670 م وذلك عندما زحفت جيوش القائد الإسلامي "عقبة ابن نافع" برّا على مدينة القيروان في جنوب تونس و التي تحولت في وقت لاحق إلى قاعدة عسكرية انطلقت منها حملات الفتح الاسلامي . اما بالنسبه للخيول العربيه الاصيله فتعتبر تونس من أهم الدول المصدّرة في لها نحو أوروبا (فرنسا وألمانيا وإيطاليا...) وللدول العربية (المغرب والخليج و ليبيا والجزائر) .
وقد قال الفرنسي "بيار هنري" مالك إسطبلات "السورو" في فرنسا وهو متخصص في تربية الخيول العربية الأصيلة :"ذهبنا إلى أمكنة أخرى لشراء خيول عربية أصيلة و لكننا نعود دائما إلى تونس حيث نجد الأحصنة الأصيلة حقا" .
كما قال أنس العنابي " إن قطيع الخيول العربية الأصيلة في تونس يعد 6 آلاف رأس مضيفا و أن الخيول العربية الأصيلة التونسية تمتاز عالميا بنقاوة السلالة و أغلب الجياد الفائزة في المسابقات العالمية للخيول العربية الأصيلة تنحدر من أمهات تونسية" . كما ان عدد الخيول العربية الأصيلة في تونس يزداد سنويا بمعدل 450 مهرا .