تتميّز الكرة الأرضية بتنوع الأحياء التي تعيش عليها، ومن بين هذه الأحياء النباتات، وهي كثيرةٌ ومتنوّعةُ جداً، ولقد تم التّعرف على الكثير من أنواع النّباتات التي تختلف من حيث الطّول واللون والشّكل والنّوع، وكلّ نوع يختلف عن النّوع الآخر، ولكن سنتطرّق إلى موضوعٍ آخر يثير اهتمام الإنسان أكثر وهو أطول الأشجار في العالم، ولكن بدايةً سننوّه إلى أنّ سطح الأرض كبيرٌ جداً وهناك أماكنٌ تم الوصول إليها وأماكن لم تطأها قدم إنسان، ولذلك تم اكتشاف أصناف من الأشجار على سطح الأرض وتصنيفها بأنّها أطول الأشجار، وذلك بناءً على المكان الذي تمّ الوصول إليه بالصّدفة.
لقد تم اكتشاف أطول شجرة في العالم عام 1987م في ولاية كاليفورنيا في الولايات المتّحدة الأمريكية، والتي تتميّز بالغابات الكثيفة، وبالصّدفة تمّ اكتشاف أطول شجرة في العالم والتي أطلق العلماء عليها اسم هيبريون (هايبريون)، ويبلغ طول هذه الشّجرة ما يقارب 116 متراً؛ أي ما يعادل ارتفاع عمارةٍ مؤلّفة من تسعةٍ وثلاثين طابقاً، وتم تقدير عمر هذه الشّجرة أيضاً ما يقارب أكثر من ألفي سنة؛ حيث تنتمي هذه الشّجرة إلى عائلة أشجار السّيكويا العملاقة، وعادةً هذا النّوع من الأشجار يتميّز باللون الأحمر وتقريباً يشبه فصيلة السّرو، وهي دائمة الخضرة على مدار العام.
تتميّز هذه الشّجرة من خلال هذا الطّول الذي يقدّر بضعف طول تمثال الحريّة في مدينة نيويورك بالضّخامة، ونقصد بالضّخامة أنّ جذع هذه الشّجرة يصل طول قطره إلى تسعة أمتار؛ لذلك هي من الأشجار الضّخمة العملاقة، ولا بد من ذكر أنّ هذه الشّجرة تحتوي أيضاً على الكثير من الحيوانات التي شكّلت وحفرت أخاديداً داخل هذا الجذع الضّخم، وأمّا بالنّسبة لقمّة هذه الشّجرة قفد قامت الكثير من الطّيور ببناء أعشاشها على أغصان الشّجرة العالية، ويعتبر طائر نقّار الخشب من أبرز الطّيور التي تستوطن شجرة الهايبريون، ويقال إنّ هذا الطّائر نتيجة نقر قمّة هذه الشّجرة حدّ من نموّها إلى الأعلى بالرّغم من طولها الكبير.
ومن أكثر العوامل التي ساهمت في تطور نمو هذه الشّجرة حتى تصل إلى هذا الطّول العملاق هو مناخ غابات كاليفورنيا؛ حيث يتميّز المناخ بالأمطار الغزيرة، والجو الرّطب والدّافىء نسبياً، وكذلك خصوبة أراضيها أيضاً، فكلّ ما ذُكر هي عوامل ساهمت بنجاح نمو هذه الشّجرة بالرّغم من وقوعها في غابة يكثر فيها هذا النّوع من الأشجار.
وإنّ فصيلة السّرو أيضاً تعدّ من الأشجار العملاقة والمعمّرة، ولذلك شجرة الهايبريون نوعاً ما أوراقها تشبه أوراق السّرو، وكذلك بالنّسبة أيضاً للجذع المائل إلى اللون الأحمر، وبالنّهاية لا يمكن الجزم بأنّ هذه الشّجرة أطول شجرة بالعالم ما لم يتمّ اكتشاف شجرة أطول من طول الهيبريون إذا تمّ الوصول إلى مكانٍ آخرٍ فعلياً؛ فالحياة على الكرة الأرضيّة متنوّعة جداً وهناك أماكن فعلياً لم يتم الوصول إليها حتّى الآن.