الملل
يعدّ الملل واحداً من أبرز الحالات التي تواجه الناس في بعض أوقات حياتهم؛ حيث يسبب الملل تجميداً في إنجاز الأعمال التي يُطلب تأديتها من مختلف الأشخاص الذين تأتيهم هذه الحالة، ممّا يسبب العديد من المشاكل وعيوب لهم، سواءً على الصعيد النفسي، أو على الصعيد الاجتماعي، خاصّةً في الحياة الأسرية، والتي يعتبر الملل فيها في بعض الحالات والأحيان من أهمّ مسببات دمار الأسرة وتفككها.
يعتبر الملل نتيجةً طبيعيّةً لتكرار نفس الأعمال بشكل يومي، دون وجود نتائج جديدة جراء القيام بهذه الأعمال، فمثلاً من يذهب بشكلٍ يومي ويقضي ثماني ساعات من يومه في العمل، هو يكرّر نفس المهام ونفس الروتين لقاء مبلغ محدد مسبق يستلمه في نهاية الشهر، كذلك الحال للأزواج الذين دخلوا في الروتين القاتل اليومي دون أن يلحظوا على أنفسهم أيّ نوعٍ من أنواع التقدم، على أيّ صعيدٍ من الأصعدة.
القضاء على الملل يكون بمعرفة السبب الّذي نتج عنه الملل، ومعرفة مواضع التكرار التي أدّت إلى تكوّن مثل هذه الحالة، بعد ذلك يجب البدء على الفور بوضع العلاج و دواء المناسب الذي يمكنه أن يقضي على مثل هذه الحالة كلٌّ حسب ظرفه. وفيما يلي بعض النصائح التي من شأنها معالجة هذه الحالة والقضاء عليها، أو على الأقل التخفيف وانقاص منها قدر المستطاع.
كيف أقضي على الملل؟
- يمكن أن يقوم الإنسان بعمل تغييرات فيما يتعامل به بشكل يومي؛ حيث يساعد هذا الأمر على التقليل بشكل كبير من حدة هذه الحالة، فمثلاً تغيير أثاث البيت، أو على الأقل إعادة ترتيبه بطريقة جديدة قد يضفي نوعاً من التغيير ويقلل من حالة الممل بشكل جيد.
- يمكن تغيير مكان السكان، والانتقال إلى منزل آخر، مما يساعد على خلق أجواء جديدة، وتجارب مختلفة عما كان في السابق، كما ويمكن قضاء عطلة نهاية الأسبوع أو عطلة أخرى في مدينة أخرى، أو دولة أخرى، مما يساعد على تغيير الأجواء وإضافة أجواء جديدة، وكسر الروتين القاتل.
- يجب استغلال الأوقات الجميلة خلال العام؛ كالأعياد الدينية على اختلافها، وليلة رأس السنة، وشهر رمضان المبارك، والعديد من المناسبات العامة الأخرى، كما ويجب تذكّر المناسبات الخاصة كأعياد الميلاد، وأعياد الزواج وما إلى ذلك، وإقامة الحفلات في مثل هذه المناسبات.
- تساعد مشاهدة الأفلام، وقراءة الكتب، والاستماع إلى الموسيقى، والذهاب إلى الحفلات الموسيقية، والمسرحيات، ودور السينما، والمهرجانات المختلفة على كسر حالة الملل، وإخراج الإنسان من حالة المزاج السيء الّتي يمر بها إلى حالة أفضل، وأهدأ، وأجمل.
- يمكن لأيّ إنسان أن يقيم عدّة حفلات بسيطة تساعد على كسر حالة الجمود، والروتين القاتل، كأن يدعو زوجته إلى المطعم، أو يخرج مع أصحابه أو عائلته إلى مقهى وما إلى ذلك؛ فهذه الجمعات قد تساعد في التخفيف وانقاص من حالة الملل التي قد تتسلّل إليه.
