العصبية
الغضب سلوك طبيعيّ عند تعرّض الإنسان للتهديد أو الانزعاج من أمرٍ ما، وهو أيضاً ردّ فعل صحيّ يسلكه الجسم، ويظهر عند تهديد الانسان أو أحد من أحبابه أو أقاربه أو من يهتمّ لهم بشكل عام، وهو ليس فعل سيء بل إن تمّ توجيهه بشكل صحيح يمكن أن يكون فعلاً إيجابيّاً، فلو لم يغضب الانسان ما استطاع الجري خلف حقه المغتصب مثلاً.
لكن المشكلة في الغضب أنّه يفقد الانسان قدرته في السيطرة على أعصابه وانفعالاته وردود أفعاله، ممّا يؤدي إلى أضرار كبيرة على حياة الإنسان العصبي يمكن أحياناً ألا يستطيع إصلاحها، والغضب يظهر بعدّة درجات، فقد يأتي عارماً لا يبقي ولا يذر، وقد يأتي مبطناً وبكلّ الأهوال سيشكل ضغطاً نفسيّاً على الشخص الغاضب ومن حوله بالتأكيد، وللغضب تأثيرات صحيّة سيئة على الانسان ليحرمه الهناء والسعادة، وفي العمل لن يشعر أحد بالثقة بشخص سريع الغضب، وسيتجنبه الجميع وبالأخصّ إن كان ذا سلطة.
طرق ووسائل التخلّص من العصبية
لقد كتب ردفورد اثنتي عشرة خطوة للتخلّص من هذه العادة والتمتع بهدوء يمنح المرء القدرة على التفكير بمنطقية تحت الضغط، وسأذكرها الآن لتستطيع الانتهاء والتخلص من العصبية:
- في البداية عليك أن تعترف بأنّها مشكلة لم تستطع التغلب عليها، فأنت لتتغلب على أيّ أمر لابد أن تتقبل أنّه واقع، وتعترف بأنّه موجود، ويجب أن تعدّ المشاكل وعيوب التي واجهتك بسبب العصبيّة.
- أرشف الماضي، قم بتسجيل الحالات التي تذكرها وكنت قد تعاملت معها بعصبية مفرطة فتحكّمت العصبيّة بك، وحاول أن تعرف الما هى اسباب التي دفعتك للغضب في كلّ موقف، وحاول أن تجد حلول أخرى كان يجب أن تتبعها في تلك المواقف، فهذه المواقف ربما ستتكرر بالمستقبل ولو باختلافات قليلة.
- شكّل تحالفاً، اجعل كل من يهمك وتعرف أنك مهم له يعرف بنيتك الصادقة في التخلّص من هذه العادة المزعجة، ليقوموا بمساعدتك وتحفيزك وتنبيهك إن غضبت أو خفت همتك وأردت التراجع.
- تعلم طرق ووسائل إدارة الغضب: تمهل؛ خذ نفساً عميقاً قبل اتخاذ أي خطوة؛ قل لنفسك أنّك قادرٌ بلا شك على حل المشكل بحكمةٍ وتروٍ؛ امنع الأفكار السلبية من التحكّم بانفعالاتك وتجنّب الشكوك.
- تعاطف مع الطرف الآخر وضع نفسك مكانه، حاول التفكير كالشخص الذي أغضبك، حاول أن تكون الشخص الموضوعيّ الحياديّ لا المنفعل، ذكّر نفسك أنّ الجميع يخطئ.
- اسخر من انفعالاتك القديمة عند الغضب، فالفكاهة خير دواء، فمثلا لو كنت تفكر بركل من أغضبك فتذكر كم سيكون منظرك مضحكاً عند ذلك، وأنّ هذا سيجعلك سخرية الجميع.
- استرخِ وحاول تهدئة نفسك، لا تهتم بتوافه الأمور التي كانت تصيبك بالغضب، تعلم أن تهدِّأ من نفسك وتتفهم الأمور بشكل صحيح، فغالباً ما ستجد أنّ الأمر لا يستحق الغضب، وأنّك حكمت بشكل متسرع على الأمور.
- ثق بنفسك وبالآخرين، فغالباً ما تشعر بالشك بالآخرين ليولد هذا الغضب وافتراض سوء النيَّة.
- تعلّم الاستماع جيداً كي لا تخلط الأمور وتفهم بالضبط القصة ولا تفترض الشيء الخاطئ، فكر قبل اتّخاذ القرارات فالغضب سيعقّد الأمور.
- احذر الكلمة، بعض الكلمات وعبارات بالغضب تكون جارحة فكر جيداً قبل قول أيّ شيء، فان أخطأت باختيارها فقدت حقك وصرت المُلام.
- تذكّر أنّك لابد ستترك هذا العالم، فاستمتع بحياتك ولا تضغط على أعصابك أبداً فلا شيء يستحق، وتذكر أنّك تطيل عمرك بهدوئك وأعصابك الباردة وبالسعادة والاستمتاع بهذه الحياة.
- تعلم كيف تسامح الآخرين.