الكذب
الكذب من الأمراض النفسيّة التي تُرافِق البعض في جميع أفعالِهم أو بعضِها؛ حيثُ يكون الشخص لا ينطِق بكلمةٍ حتى وتكون كذِباً، ويكون هذا الكذب إمّا بتغيير الحقائق وتزييفها أو باختلاق الروايات والقصص، وقد يكون الكذِب عند البعض حالة ًعرضيةً للدفاع عن النفس أو كسب التأييد العاطفي أو لتحقيق بعض المطامع التي تكون لدى الكذّاب، وقد يكون أيضاً مرضاً مرافقاً للشخص ومُرتبطاً به في جميع أحوالِه وحالاتِه وهنا تكمُن الخطورة التي يجب التخلص منها.
يُعتبر الكذب من الأخلاق السيئة التي نهى عنها الإسلام ودعا إلى التخلّص منها، قال صلى الله عليه وسلم ((عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إلى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إلى الْجَنَّةِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إلى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إلى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ، وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا ))، كما أنه يسبّب الإزعاج للأشخاص المحيطين بالكذّاب، فكيف يمكن التعامل مع الشخص الكذّاب.
طرق ووسائل التعامل مع الشخص الكذّاب
- محاولة التواصل مع الشخص الكذّاب والتعامل معه بلطفٍ لمحاولة معرفة الما هى اسباب التي تقبع وراء كذبه؛ فالكثير من حالات الكذب تكون أسبابها نفسيّة ومن خلال التعامل اللطيف والحسَن معه يُخرِج ما في داخله من أسرار.
- تقديم النصح والإرشاد للشخص الكذّاب وتذكيره بكره الله تعالى للكذب والكذّاب ومحبته للصادقين والأجر الذي أعده لهم، وإخباره بالقصص التي تُظهِر الفرق بين الصادق والكذّاب ونهاية كلٌ منهما.
- إذا كان الكذِب من النوع القهري الذي لا يسيطر عليه الشخص، فإنّ المواجهة القاسية قد تكون مفيدة، فربما في البداية يُحاوِل الكذّاب المراوغة ورفض الاستماع إلى الحقيقة ومع الإصرار قد يبدأ يرضخ وينتبه إلى نفسه عند الكذب.
- يمكن استخدام أسلوب المواجهة اللطيفة التي لا تُحرِج الشخص الكذّاب، فقد يكون السبب في الكذب آنياً وغير مقصود وعند إشعار هذا الشخص باكتشاف كذبه ربما يعترف أو لا يعيدها مرةً أخرى، أو يمكن التحدًث بطريقةٍ غير مباشرة تُظهِر أنّه تم اكتشاف كذِبه والمَخرَج منه يكون بطريقةِ معينة، فهذا من شأنه أن يُحبّب الكذّاب بالشخص الصادق لأنه لم يفضحه أو يحاول إحراجه.
- تهديد الشخص الكاذب بقطع العلاقة معه وعدم التعامل معه نهائياً، فهذا قد يجعله يُراجِع نفسه ويتراجع عن كذبه، ولا بدّ من اتخاذ الموقف الحازم إذا لم يرتدع، والابتعاد عن مصاحبته أو الإركان عليه بأيّة أعمالٍ طارئةٍ أو حسّاسة.
- في حال لم تنفع أي طريقة للتعامل مع الشخص الكذّاب يمكن الاستعانة بمرشدٍ نفسيّ؛ بحيث يضع برنامجاً للتعامل الصحيح الذي يؤدي إلى النتائج الإيجابية.