بذور الكتان
يعرف نبات الكتّان علمياً باسم (Linum usitatissimum)، وهو نبات حولي ينمو إلى ارتفاع 20 إلى 150 سم، ويتميّز نبات الكتّان بأزهاره ذات اللون الأزرق السماويّ وأوراقه الخضراء المائلة إلى الرماديّ، كما أنه يتميز ببذوره المُسطّحة ذات اللون البنيّ اللامع، وتتم زراعة هذا النبات في المناطق ذات المناخ المعتدل والمناطق ذات المناخ الموسميّ، ويتمّ إنتاج بذور الكتان النّاضجة الجافّة من هذا النبات بضرب كبسولاته التي يحملها (1)، وتستعمل بذور الكتان منذ القدم في الأغراض العلاجية، بالإضافة إلى استعمالها كغذاء، وقد اشتهر استعمالها عند المصريين القدماء، كما كان الاستعمال الأكثر شيوعاً لها هو استعمالها كمليّن في محاربة الإمساك (4).
تعتبر بذور الكتّان مصدراً جيّداً للألياف الغذائيّة والأحماض الدهنيّة أوميغا-3، حيث إنّها تحتوي على الحمض الدهني ألفا-لينولينيك (Alpha-linolenic acid)، كما أنّها تحتوي على مركبات الليجنان، وتعزى الفوائد الصحية التي تمنحها بذور الكتان إلى هذه المحتويات (3)، واستمرّت شهرة بذور الكتان كغذاء صحي حتى العصر الحديث، حيث أثبتت الكثير من الدراسات الحديثة فاعليتها وأهميّتها في العديد من الحالات الصحيّة، وسنتحدّث في هذا المقال عن أهمّ الفوائد الصحيّة لبذور الكتان.
فوائد بذور الكتان
تشمل فوائد بذور الكتان العديد من الحالات الصحية المختلفة، ومنها:
- ضبط سُكر الدم: يساهم بذر الكتان في خفض مستوى سكر الدم في حالات السكري (2).
- المساهمة في خسارة الوزن: حيث يُعتقد أنّ تناول ألياف بذور الكتّان قبل وجبات الطّعام يُخفّف من الشّعور بالجوع، ممّا يخفض من كميات الطعام والسعرات الحرارية المتناولة ويسهم في الشعور بالشبع (2).
- خفض مستوى الكولسترول الكلي والكولسترول السيّئ في الدم: حيث يعتقد العلماء أنّ ألياف بذور الكتّان ترتبط بالكولسترول في الأمعاء وتمنع امتصاصه (2).
- المساهمة في تميع الدم وخفض تخثره: حيث يُعتقد أنّ بذور الكتّان تُقلّل من قابليّة الصّفائح الدمويّة على الالتصاق، ممّا يُقلّل من قدرة الدّم على التخثّر (2).
- يساهم التّأثيران السابقان في دور بذر الكتان في خفض خطر الإصابة بتصلّب الشّرايين (2).
- محاربة السرطان: تحتوي بذور الكتان على مركبات الليجنان التي تُشبه إلى حدّ كبير هرمون الإستروجين الأنثويّ، حيث تتنافس هذه المركبات مع الإستروجين في التّفاعلات الكيميائيّة الحيوية التي يدخل بها في الجسم، ممّا يُضعف من تأثيرات الإستروجين الطبيعيّ، ولذلك يتم استعمال بذور الكتان في بعض أنواع السرطان التي تتأثّر بهرمون الإستروجين، ويعتقد بعض الباحثون أنّ مركبات الليجنان قادرة على إبطاء نمو بعض أنواع سرطان الثّدي، بالإضافة إلى أنواع أخرى من السرطان التي يعمل هرمون الإستروجين على تحفيز نموها (2).
- تحسين حالات اضطراب المناعة الذاتية المعروف باضطراب الذّئبة الحمراء: حيث يُعتقد أنّ بذور الكتّان تُحسّن من عمل الكلى في حالات اضطراب الذئبة الحمراء عن طريق خفض سُمك الدّم، وخفض مستوى الكولسترول، وتخفيف الانتفاخ (2).
- وجدت بعض الدراسات الأولية أن تناول منتج معين من بذور الكتان يوميّاً لمدة 4 أشهر يقلل من أعراض المسالك البوليّة ويحسن من نوعيّة الحياة في الأشخاص المصابين بتضخّم البروستاتا الحميد، ولكن يحتاج هذا التأثير ونتائج إلى المزيد من البحث العلميّ (2).
- تقترح بعض الدراسات أن تناول مركبات الليجنان يخفض من خطر الإصابة بسرطان القولون، في حين لم تصل دراسات أخرى بنفس هذه النتيجة (2).
- وجدت بعض الدراسات أن تناول كعكة المفن (Muffin) المحتوية على بذور الكتان تساهم في محاربة الإمساك في البالغين، في حين وجد أن تناول اللبن المحتوي على بذور الكتان يساهم في علاج و دواء الإمساك في كبار السن (2).
- وجدت بعض الدراسات أن تناول مستخلص بذور الكتان ثلاث مرات يومياً لمدة 6 أشهر يخفض من ضغط الدم في الرجال دوناً عن النساء، ولكن يحتاج هذا التأثير ونتائج إلى المزيد من الإثبات العلميّ (2).
- وجدت بعض الدراسات أن تناول مركبات الإستروجين النباتية، كتلك الموجودة في بذور الكتان، يخفض من خطر الإصابة بسرطان الرئة، ولكن يحتاج هذا التأثير ونتائج إلى المزيد من البحث العلميّ (2).
- يمكن أن يلعب تناول بذور الكتان ومستخلصاتها دوراً في حالات المتلازمة الأيضية (2).
- تشير بعض الدراسات إلى أن تناول بذور الكتان واتباع حمية منخفضة الدهون يخفض من مستوى المستضد البروستاتي النوعي (Prostate-specific antigen)، والذي يعتبر مؤشراً لسرطان البروستاتا في الرجال المصابين بحالة تستبق سرطان البروستاتا (Precancerous prostate condition)، أما في حالات سرطان البروستاتا فلم ينتج عن تناول بذور الكتان انخفاضاً في مستوى هذا المؤشر، ولكن وجد أنه يخفض من مستوى هرمون التستوستيرون ويبطئ من عمليّة انقسام وتكاثر الخلايا السرطانيّة (2).
- وجدت بعض الدراسات الأوليّة دوراً لبذور الكتان في حالات التهابات الرّتوج (Diverticultis) وبعض اضطرابات المعدة والتهاب المثانة وتهيج الجلد واضطراب فرط الحركة وتشتُّت الانتباه، وغيرها من الحالات، ولكن تحتاج هذه الأدوار إلى المزيد من البحث العلمي لإثباتها (2).
أضرار لبذور الكتّان
سنتحدث في هذا الجزء عن الأعراض الجانبية التي يمكن أن تنتج عن استعمال بذور الكتّان، بالإضافة إلى محاذير استعمالها بالجرعات العالية، حيث يعتبر تناول بذور الكتان بالجرعات الموجودة عادة في الحمية آمناً (1)، (2)، ولكن تشمل الأعراض الجانبية التي يمكن أن تنتج عنه ما يلي:
- زيادة عدد مرات الإخراج اليوميّة، بالإضافة إلى بعض أعراض الجهاز الهضمي الأخرى، مثل النفخة وألم المعدة والبطن والإسهال والإمساك والشعور بالغثيان، هذا وتزداد فرصة ظهور الأعراض الجانبية وحدتها مع زيادة الكميات المتناولة (2).
- يرفع تناول بذور الكتان بكميات كبيرة من فرصة انسداد الأمعاء، ولذلك يجب الحرص على تناول كميات كافية من الماء معها، كما يجب أن يتم تجنب تناولها تماماً في الأشخاص المصابين بانسداد أي جزء من الجهاز الهضمي (2).
- يجب تجنب تناول بذور الكتان بالجرعات العلاجيّة من قبل الحوامل والمرضعات (2).
- يجب تجنب تناول كميات كبيرة من بذور الكتّان في حالات اضطرابات النزيف، كما يجب أخذ التحوط عند استعمالها في حالات تناول الأدوية المميّعة للدم، وذلك لما لها من تأثيرات مشابهة في إبطاء تخثر الدم (2).
- يجب أخذ الحيطة والحذر عند تناول بذور الكتّان مع الأدوية الخافضة لسكر الدم، حيث إنّ له تأثير ونتائج مشابه في خفض سكر الدم، مما يمكن أن يسبب انخفاضاً كبيراً في مستواه (2).
- يجب أخذ الحيطة والحذر عند تناول بذور الكتان بكميات علاجية من قبل الأشخاص الذين يتناولون أدوية ضغط الدم، حيث يمكن أن يسبب ذلك انخفاضاً كبيراً في مستواه لما يمكن أن ينتج عنه من تأثيرات خافضة للضغط (2).
- يمكن أن يؤخر تناول بذور الكتان من امتصاص الأدوية التي يتم تناولها معه في وقت واحد (2).
- يجب تجنب تناول بذور الكتان في حالات الالتهابات الحادة في المعدة والأمعاء والمريء (2).
- يجب أن تتم استشارة الطبيب قبل تناول بذور الكتان بجرعات علاجية، حالها كحال أي علاج و دواء بديل آخر.
المراجع
(1) بالتّصرف عن كتاب Fleming T./ PDR for Herbal Medicines/ 2nd Edition/ Medical Economics Company/ Montvale 2000/ Pages 564-566.
(2) بالتّصرف عن مقال WebbMD/ Flaxseed/ 2009/ www.webmd.com/vitamins supplements/ingredientmono-991-flaxseed.aspx?activeingredientid=991&activeingredientname=flaxseed.
(3) بالتّصرف عن مقال Magee E./ WebMD/ The Benefits of Flaxseed/ 2011/ www.webmd.com/diet/benefits-of-flaxseed?page=1.
(4) بالتصرف عن مقال University of Maryland Medical Center/ Flaxseed/ 2015/ umm.edu/health/medical/altmed/herb/flaxseed.
(5) بالتّصرف عن مقال Ibrugger S. et al. (2012) Flaxseed Dietary Fiber Supplements for Suppression of Appetite and Food Intake Appetite/ 58/ 2/ E-publication.
(6) بالتصرف عن تقرير USDA National Nutrient Database/ Seeds, Flaxseeds/ ndb.nal.usda.gov/ndb/foods/show/3716 fg=&man=&lfacet=&count=&max=&sort=&qlookup=&offset=&format=Full&new=&measureby.
(7) بالتّصرف عن مقال Physiologic Effects of Insulin/ www.vivo.colostate.edu/hbooks/pathphys/endocrine/pancreas/insulin_phys.html.
(8) بالتّصرف عن مقال Gray B. et al. (2013) Omega-3 Fatty Acids: A Review of the Effects on Adiponectin and Leptin and Potential Implications for Obesity Management European Journal of Clinical Nutrition/ 67/ 12/ E-publication.
(9) بالتّوثيق من نور حمدان/ أخصائيّة تغذيّة/ 22-2-2016.