الحب هو من أعظم المشاعر الإنسانية في الوجود، وهي اجمل وافضل أساس لتُبنى عليه حياة زوجية سعيدة، فيكون الحب هو شريان الحياة لهذه العلاقة؛ والذي يقوم بتغذيتها بالإستمرارية مهما صَعُبت الظروف وتغيَّرت الأحوال. لا يوجد إنسانٌ كاملٌ او خالٍ من العيوب، ولكن الحب هو الذي يجعَلنا نتقبَّل عيوب وأخطاء الطرف الآخر، فيمكن لنا أن نتغاضى أخطاء من نُحب فقط لأننا نحبُّه، فيكون الحبُّ هو النظَّارة التي ننظر من خلالها إلى الآخر؛ وتكون بوصلتنا في طريقنا في هذه الدنيا.
إن أعظم ما يمكن أن نبني عليه حياةً أُسرية هو الحب، ومع أن الحبَّ ليس مخلوق حيث أنه مجموعة من العواطف والمشاعر؛ ولكنه مثل أيِّ كائن حي يمكن أن يموت إذا لم يحظَ بالإهتمام المثالي؛ أو لم تتوفر له البيئة التي تساعده على الحياة والإستمرار. ولكي تبني علاقة حب ناحجة مع شريك حياتك؛ يجب عليك أن تبدأ العلاقة بالإحترام المتبادل، حيث أن الإحترام يُشكِّل بيئة خصبة لكي يولد الحب بين الطرفين ويكبُر. ويكون الإحترام واضحاً في طريقة حِوار الطرفين والنقاش الذي يدور بينهما، فهذا مدعاة لأن يتقبَّل كِلا الطرفين رأي الآخر ويجعله كبيراً في نظره وأمام الناس. إذا كان الإهتمام هو الرَّحِم الذي يولد منه الحب؛ فإن شغف الطرفين ببعضهتعرف ما هو شريان حياة هذا الحب وغِذاؤه الرئيسي، فيكون الحبيبان في أشد اللفهة للقاء الحبيب، وينتظر أحدهما الوقت ليمضي؛ ليَحينَ موعد لقاءِ محبوبه، وكلما زاد الشغف أو بقي بين الحبيبين؛ فهو دليل على عمق علاقة الحب بينهما؛ وأن الملل من هذه العلاقة لم يصِلْ إليهما.
بعد ولادة الحب بين الزوجين ووصوله إلى مرحلة الشغف، يجب الآن المحافظة عليه ومحاولة تعميق جذوره، فكِّر في الحب على أنه نبتة، إن لم تقم بسقيها وتعريضها لأشعة الشمس والمحافظة عليها؛ فإنا ستموت مع مرور الوقت لا محالة. اِسقِ علاقة الحب بالصدق والوفاء، كن واضحاً وصريحاً مع شريك حياتك، فالكذب هو العُلَّيق الذي سيمتص الغذاء من نبتتكم ويقضي عليها، لأنه مهما طال الزمن أو قصُر؛ فلا بُدَّ وأن تنكشِف إحدى هذه الكذبات إن لم يكن جميعها، وهُنا سيجد أحدكم نفسه مضطراً إلى التبرير؛ أو لاختراع كذبات جديدة ليُغطّي بها على كذباته السابقة. إن حب شخصٍ لآخر هو دليل اكتفاء، فعندما يالبحث عن شخصٍ آخر؛ فهذا يدلُّ على انتقاص الحب إن كان موجوداً في الأساس، والخيانة هي الفأس التي تقتلع شجرة الحب من جذورها، فمن كان له حبيب ويهتم به؛ ويهتم لأن يمضي معه ما تبقى له من عمر؛ فيجب عليه أن يُخلِص في هذه العلاقة، فنار الخيانة تحرق كل شيء جميل في علاقات الحب.
المشاركة في الأمور الحياتية تولد دفعة كبيرة للحب ليكبُر بين الطرفين، فتكون حياتان ملخَّصتان في موضوعٍ واحد؛ حتى تندمج هاتين الحياتين في حياة واحدة؛ فيستحيل معها أن ينفصلان، والمشاركة في كل الأمور من مشاكل وعيوب اجتماعية وأمور متعلِّقة بالعمل وخلافات مع الأصدقاء وغيرها من الأمور؛ من شأنها إعطاء الراحة النفسية للطرف الآخر، والذي يصله شعور بأنه أصبح مستودع أسرار حبيبه، مما يؤدي إلى أن يشعر الطرفان بعدم وجود حواجز بينهما، فيولد الأمان في هذه العلاقة الجميلة. والأمان هو العامود الفقري للحب، فيه يكبر ويعيش؛ وبدونه يُصيب العلاقة شللٌ لا تستطيع بعده الحراك.