الكذب
مِن أقبَحِ صفاتِ البشر هُوَ الكذب الذي يدفعهم إلى سَترِ وإخفاءِ الوجوه الحقيقيّة خلف كلمات وعبارات يقولونها وأوجه مُختلفة بَعيدة عَنِ الوجهِ الحقيقي، فالكَذِب قَبيح لِدَرَجَةِ أنّهُ أصبَحَ مِن أكثَرِ الصّفاتِ انتشاراً بَينَ النّاس والقليل مَن يَمشي على خطا الصّدق وقولِ الحقيقة. فالكذِب هُوَ مَرَضٌ إذا أصاب شخص لا يُمكن أن يترِكَهُ لدرجةِ الإدمانِ والوقوعِ فيه ويصبح حتّى هُوَ يُصَدّق كلامهُ الكاذب وهو يعلم بأنّهُ كذب، فالنّفاق والكذب وجهانٍ لِعُملة واحِدة وأيّ أحدٍ منّا لا يُحب أحد أن يكذَبِ عليه ويتظاهَرَ بأوجه كثيرة، مَع العلمِ أنّ الإنسان الذي لا يكذب ولا يتلوّن هُوَ بَعيدُ كُلّ البعدِ عَن الحقيقة وحقيقتهِ وإذا أردتَ أن تكتَشِفَ شَخصٌ أعطِهِ قِناعاً ستعرِفَ كُلّ شيءٍ عَنهُ، إذن لا أحب أحد أن يكذب علي ولو بكلمة أو يتظاهر بشيء بعكسِ ما فِي باطنهِ وعلى ما أعتقد أنت أيضاً لا تُحب أحدٌ أن يكذب عليك، لذلك دعنا نخوضُ فِي عالمِ كشفِ الحقائق والطُرُقِ المُثلى لِمَعرِفَةِ الكذّاب.
طرق ووسائل كشف الكذب
جَميعُنا لَديهِ علاقاتٍ اجتماعيّة كَثيرة وأغلبُنا قَد انخَدَعَ بِشَخصٍ لسنينَ طَويلة لم نكن نعرف حقيقتهُ إلاّ بعدَ فواتِ الأوان، لِذلك لماذا نَقَعُ فِي هذِهِ المُشكِلَة وننخدع مِن شخصٍ ويزرع لنا أشواكاً فِي صُدورِنا ولا نكشِفَهُّ! ليس من العيب أن نكتَشِفَ كذب شخصٍ وخداعَهُ ولكِن العيب أن يتكرّر الدرس علينا مرّةً أخرى من شخص آخر فَهُنا الخَطأُ علينا نَحن، لذلك طرق ووسائل وصِفاتِ الكذّاب:
- علاماتِ الوَجِه: كُلّ شيءٍ ربّما يُخفى إلاّ علامات و دلائل الوجه الدَقيقة التي تَظهَرُ على الشّخص وأيضاً لغةِ العيون، فَحَركةُ الوجه تَدُلّ على الجَوهَر الحَقيقي الذي يخفيهِ الشّخص حَتّى ولو كان لابِساً لقناع، فَكَم منّا كان يرى شخصاً مبتسماً وضاحكاً ولكن تقرأ الحزنَ مِن ملامِحِهِ وعيونِه، إذن عَليك أن تراقِب الوَجه والحَرَكات البَسيطة والعيون، ومن وهذه الحركات هِيَ:
- التفاصيلُ المبالغِ فيها: جَميعُنا نَمُرّ بتجاربِ الحياة ونعرف مَدى حُدودِ المُمكِنِ فيها وتعرف ما هو الغير مُمكِن أو المُستحيل، الكاذب تَجِدُ فِي كلامهِ التبهير والمبالغة الزائدة عَنِ الحد، فهذا مُؤشّر إلى وُجودِ الكذِبِ فِي الكلام، وإيّاكَ أن تصاحب الكاذب وتؤمّنَ لهُ ولا يغرّكَ اللسان والوجهُ الجميل مَهما كان، فَكَم مِن وراء نَظرَةٍ حادّة كالأسد خَلفُها حُبّ وكَم مِن وراءِ إبتسامَةٍ وكلمةِ حُب ورائُها طعنَة فاحذر عندما تتعامَلَ مَعَ الآخرين ولا ترضى بأحدٍ أن يَخدَعُك.