الكذب
يعدّ الكذب من أسوأ الصفات التي قد يتّصف بها الإنسان، وبسبب الكذب قد تنهار علاقات إنسانية؛ كحدوث الطلاق بين الزوجين، أو انتهاء علاقة بين صديقين، كما قد يخسر أحدهم عمله، أو دراسته، وغيرها الكثير مما قد تُسبّبه هذه الصفة السيئة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق، ويتحرى الصدق حتى يُكتب عند الله صديقاً. وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب، ويتحرى الكذب حتى يُكتب عند الله كذاباً". (متفق عليه)، ولكن هل هناك صور للكذب؟ وهل هناك طريقة لكشف الكذب؟
صور الكذب
هناك عدة صور للكذب، فالشخص يكذب لعدة ما هى اسباب وبأكثر من شكل ووجه، وهذه الصور كالتالي:
الكذب من أجل الأنا
يظن الشخص الذي يكذب، بأنّ من حوله مجموعة من المغفلين، وأنهم يُصدّقون كل ما يقوله لهم، ظاناً أنه بكذباته تلك سيعلو شأنه لديهم، وهو لا يعلم أنّ هذا النوع من الكذب سرعان ما ينكشف، فشخصيته سَتفضحه، وبطولاته التي يدّعيها، سرعان ما سَيظهر أنها ليست إلا مجرد كذبات يُروّجها عن نفسه، ليبيّن لمن حوله بأنه شخص غير عادي.
أثبتت الدراسات أنّ الشخص المُنفتِح، والذي يتحدث كثيراً، هو أكثر كذباً من الشخص المُنغلِق على نفسه، وإنّ هذا الشخص الكاذب سيكشف نفسه بنفسه، لأنه سينسى كذباته، فقد يجد من حوله من الأشخاص من هو متربص به لإيقاعه، وكشفه وفضحه أمام الناس.
كذب الغرباء
تُشير الدراسات إلى أنّ الغرباء عندما يلتقون فإنهم يكذبون على بعضهم البعض ثلاثة أضعاف الأشخاص الذين يعرفون بعضهم، وذلك في أول عشر دقائق، إذاً على الشخص أن يتنبّه للشخص الغريب، ولا يعطيه كامل الثقة من أول لقاء، فسوء الظن من حُسن الفطن، لا أقول إنّه مبدأ يسير عليه الشخص في كامل حياته، ولكن في حالة الغرباء يجب عليه أن لا يُحسن الظن مباشرةً بالطرف الآخر تماماً ولا يسيء الظن تماماً، بل عليه أن يكون يقِظاً لما يقوله الطرف المقابل، ولا يُصدّق كل شيء، إلّا إن رأى عليه علامات و دلائل الصدق، وذلك بعد العشرة والتجريب.
الكذب من أجل الإضرار بالآخرين
هذه الصورة هي من أخطر أنواع الكذب، كون الكذب هنا سَيضر الآخرين، وكون الشخص الكاذب قد يَحبك كذباته بطريقة لن تستطيع معها كشفه، وهنا قد لا يستطيع الشخص أن يكشف هذه الكذبات، ولكن لا بدّ على الشخص بشكل عام أن يكون حذِراً ومُتحفظاً في تعامله مع الناس، فلا يكشف نفسه أمامهم، ويتعرّى بحيث يعرف الآخرون مفاتيح حياته الشخصية، بل يجب أن تبقى لديه خصوصية يحتفظ فيها لنفسه.
كشف الكذب
لغة الجسد
يقول الاختصاصيون في لغة الجسد بأنّ هنالك عدة دلالات تُشير إلى أنّ الشخص الذي يتحدث أمامنا هو شخص كاذب، وهذه الدلالات تظهر من خلال حركات يديه ووجهه، وهي كالتالي:
- أن يضع بعص أصابعه على فمه.
- أن يُمسك بأنفه ويحكّه، (ومسألة حك الأنف قد تكثر عند الرجال).
- أن يشدّ أذنه ويحكّها.
- أن يحكّ المنطقة التي خلف أذنه.
- أن يبدأ باللعب بياقة قميصه،( وهذه الحركة نتيجة إحساسه بأن من أمامه لا يصدّقه، فيشعر بالغضب أو الإحباط، ثم يبدأ بالتعرق ويصبح بحاجة للهواء).
- أن يفرك عينه بقوة، (وهذا يكثر عند الرجال).
- أن يبدأ بقضم أظافره.
- أن يبدأ باللعب بالأشياء التي أمامه، كالقلم أو شرب الماء.
- أن يُبعد نظراته أو وجهه عن المتلقّي، أو يُنزِل رأسه إلى الأرض.
بعد أن تعرفنا على هذه الدلائل، لابد من التنبّه إلى أمر غاية في الأهمية، أنه ليس كل من يقوم بهذه الحركات هو شخص كاذب، فقد تُشير هذه الحركات إلى حالات أخرى، فمثلاً: (اللعب بالأذن، وقضم الأظافر، وتدخين السجائر،) قد تشير إلى التوتر وليس الكذب.
إذاً على الشخص أن يكون متيقّظاً لحديث الشخص الذي أمامه، ويُحكّم عقله دائماً، فإن ابتعد الشخص في حديثه عن المنطق، والواقع، وبدأ بتحريك يديه وفق الدلالات التي ذكرناها، هنا يظهر الكذب، وعلى الشخص أن لا يُصدّق كل ما يقال له، بل عليه أن يُحكّم عقله، وتفكيره، وخبرته في هذه الحياة، ثم عليه أيضاً أن يُقيّم الشخص الذي أمامه، وفق معرفته المسبقة به، ووفق ما يقوله الآخرون عنه، حتى لا يقع فريسة لكذباته، وخداعه.