العقيقة
تجلّت عناية الله تعالى بعباده منذ ولادتهم، فوضّح لهم حقوقهم ، كالرضاعة، والحضانة، والتسمية، وغيرها من الحقوق، إلا أن هناك بعض الأطفال يفقدون حقوقهم نتيجة إهمال الوالدين، وتفريطهم بهذه الحقوق، فيفوتهم الخير الكثير، وتضيع الفائدة عليهم، ومن تلك الحقوق ما يُذبح على المولود عند ولادته أي العقيقة، وفي هذه المقالة سنقف على مفهوم وتعريف ومعنى العقيقة، وحكمها، والحكمة من مشروعيتها، وشروطها، ومتى تكون.
العقيقة: هي الذبيحة التي تُذبح على المولود عندما يبلغ من العمر سبعة أيام، وذلك شكراً لله تعالى على نعمة رزقهم بهذا الطفل، ذكراً كان أم أنثى. والذبيحة هنا تشمل :الغنم، البقر، والجمل، ولا تقتصر على الغنم فقط.
حكم العقيقة
ثبتت مشروعيتها في السنة النبوية، وقد وردت أحاديث كثيرة تحث المسلمين على اتباع هذه السنة، ومن ضمن هذه الأحاديث ما رواه سمرة عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم حيث قال: "كلّ غلامٍ مرتهنٌ بعقيقته، تذبح عنه يوم سابعه، ويحلق، ويُسمّى" رواه أبو داود والنسائي. فالطفل إذا عقّ عليه والديه، كان له حق الشفاعة لهما إذا مات طفلاً، أما إذا لم يُعقّ عليه، ومات طفلاً فلا يشفع لوالديه يوم القيامة، وهذا معنى قول الرسول عليه السلام: كل غلامٍ مرتهنٌ بعقيقته، أمّا بالنسبة لحكمها في الدين، فقد اختلف الفقهاء، وأهل العلم في حكمها، وكان إختلافهم على النحو الآتي:
- العقيقة واجبةٌ بحسب قول الظاهرية.
- العقيقة سنةٌ مؤكدةٌ بحسب قول عامة أهل العلم.
- العقيقة تطوع لمن استطاع أن يعق، وهو قول الحنيفة.
الحكمة من العقيقة
من المؤكد لنا أن الله تعالى لا يشرع لنا أمراً، إلا وفيه الخير، والمنفعة، والفائدة لنا، وللعقيقة التي شرعها الله تعالى لنا حِكَمٌ عديدةٌ منها:
- شكر الله تعالى، والثناء عليه؛ لأنّه أنعم عليهم بهذا المولود، وهي نعمةٌ من أعظم النعم التي يهبها الله تعالى للإنسان، فالأطفال زينة الحياة الدنيا، وقدومهم إلى الدنيا يمنح الفرح والسعادة لكل من حوله.
- العقيقة تفدي المولود وتبعد عنه أي ضرر قد يصيبه، فكلُّ عضوٍ في العقيقة هو فداءٌ لكل عضوٍ في المولود، فالعقيقة تبعد عن المولود أي مكروه، أو ضرر من الشيطان.
- المشاركة بين الناس، والتكافل فيما بينهم، فعند ذبح العقيقة، يقوم الأهل بتوزيع بعضٍ منها على الأقارب، والجيران، والمساكين، فتزيد من أواصر الألفة والمحبة والتعاون بين المسلمين.
شروط العقيقة
للعقيقة شروطٌ معينةٌ حتى تحسب عقيقة، ومن هذه الشروط:
- تقتصر العقيقة على الأغنام، أو البقر، أو الجمال، ولا يجب اعتبار الأرانب والدجاج من ضمن العقيقة.
- خلو العقيقة من العيوب، وسلامتها من أي مرض؛ لأنّها قربةٌ إلى الله تعالى، وشكرٌ له على نعمه.
- أن يكون عمرها مناسباً للذبح، فلا تكون كبيرةً، ويريد صاحبها التخلص منها، حيث يجب أن لا يزيد عمرها عن السنة إذا كانت من الشاة.
وقت العقيقة
أجمع الفقهاء وأهل العلم على أن وقت العقيقة يكون عندما يبلغ المولود سبعة أيامٍ من عمره؛ تفاؤلاً بأن يبقى هذا المولود لوالديه، ويطيل الله في عمره، فإذا لم يُعق عنه في اليوم السابع، فيعق عنه في اليوم الرابع عشر، أي بعد سبعة أيّام، وذهب بعض العلماء أنه يجوز للإنسان أن يعق عن نفسه عندما يكبر، إذا لم يتمكن والديه من العق عنه وهو صغير.