العادات والتقاليد
تشكّل العادات والتقاليد مجموعةً طويلةً من حصيلة التجارب في حياة الناس التي تتميّز بكونها ممتلئةً بالأحداث، كما أنّ تصرّفات الأشخاص وسلوكهم وأفكارهم ومعتقداتهم تترك الأثر الكبير على عادات وتقاليد المجتمع المحيط، وتستمرّ هذه العادات والتقاليد بالانتقال من بين الأجيال على مرّ العصور، بالتالي فهي تمثّل شكل حياة الإنسان في مختلف الأوجه الاجتماعيّة.
مفهوم وتعريف ومعنى العادات والتقاليد
يقصد بالعادات كلّ ما قد اعتاده الناس، وقامو بتكرار فعلة في العديد من المناسبات المختلفة، وأمّا التقاليد فهي تكون بمعنى أن يتبع الجيل ماقد قام بفعله الجيل الذي قبله، بحيث يفعل جميع ماكان الجيل السابق يفعلونه.
إنّ الإنسان حين ولادته يكون بلا خبره، ومع نموّه يبدأ في التأثّر بالمجتمع المحيط به، كما أنّه يؤثّر على مجتمعه أيضاً وهذا الأثر هو ما يساهم بتنقل العادات والتقاليد بين الأجيال المتتالية وقد لا يكون هذا التناقل بين الأجيال بشكل حصري فربما تتناقل العادات والتقاليد مع قليل من الزيادة أو النقصان، وقد يكون النقص أو الزيادة من الناحية السلبيّة أو الإيجابية بحسب الظروف والقيم عند كل جيل، وفي بعض الأحيان قد تختفي الوظيفة الاجتماعية لكل من العادات والتقاليد عندما تتغيّر الظروف الاجتماعية بشكل كبير، عدا عن كون من اعتاد ممارسة هذه العادات يجد أنه من الصعب عليه التخلّي عنها فمجرد فكرة التخلي عنها تشكل ضغطاً نفسيا على حاملها، ومن المهم هنا التأكيد على دور المرأة الكبير في نقل العادات والتقاليد كونها المربية والمتابعة لأطفالها لحين يكبرون، لذلك فمن المهم تثقيف الأم أولاً فيما يعتبر من العادات الجيّدة والعادات السيئة للمجتمع لتحرص على تعليم الأجيال القادمة ماهو جيد وتجنبهم كل ماهو سيء.
أصل العادات والتقاليد
من المؤكد أن العادات والتقاليد لم تأت من الفراغ، ولم تتكون من اللاشيء، كما أنّها ذات وجهتين، إيجابيةً وسلبية، وهي تختلف بشكل كبير وواضح عند اختلاف المكان ومن مدينةً لأخرى، فمن المؤكد أنّ بعض الموروثات من العادات والتقاليد التي حصلنا عليها من الآباء والأجداد كانت صحيحةً وإيجابيةً لذلك مازالت موجودة ويفتخر بها ويحافظ عليها مثل: الكرم، والصدق، والشهامة، وإكرام الضيف، وهنالك بعض تلك المورثات تكون ذات طابع سلبي، ينبغي التقليل منها وتجاهلها حتى تتلاشلى، ومن بعض العادات والتقاليد السلبية بعض ما كان في التعليم، والثأر، وزواج الأقارب وغيرها الكثير، ومن الواجب على كل مجتمع أن يسعى جاهداً للحفاظ على العادات الجيّدة والتخلّص من العادات السيئة لنكون مجتمعاً احسن وأفضل وعادات وتقاليد احسن وأفضل للأجيال القادمة.