"وَاتَّقُونِي يَا أُوْلِي الْأَلْبَابِ " لكي تتحقق التقوى أطير هذه الهمسات اللطيفة بأسلوب الالتماس والطلب برفق كالجرعات التي تجري مجرى الدم في العروق، أبدأ بنفسي الأمّارة بالسوء وأعاتبها على ظني السيء بالآخرين أقول لها: النوم على الوسادة ليلاً يتطلب منط أن تلفظي كل غل وتدعيه جانباً حتى تنالي الجنة .
فها هو رجل من رجال الله بشر بالجنة فأدركه عبد الله ابن عمر حيث إنتابه الفضول لمعرفة ما الذي يميز هذا الرجل حتى يدخل الجنة ؟ راودت عبد الله فكرة حيث ادعى أنه تشاجر مع أبيه وطرده من بيته فهل يقبل هذا الرجل الذي بشر بالجنة أن يبيت عنده عبد الله ثلاث ليال ؟ رحب الرجل بعبد الله وبات عنده الليال الثلاث فلم يكتشف عبد الله بن عمر أي شيء يفضله في العبادة فسأل الرجل لماذا إذن وصفك النبي أنك من أهل الجنة وأنت لا تزيد عنا في العبادة ؟ فرد عليه :حينما أضع رأسي على وسادتي أفرغ كل شحناء وبغضاء لأني أتقي الله . وللأم الفاضلة حتى تكون تقية :لماذا تنصلتي عن مسؤوليتك وتركتِ تربية أبنائك لغيرك من رفاق السوء ؟ أقول هؤلاء يا أمي فلذات أكبادنا هم نعمة أنعمها الله علينا . حافظي أماه على هذه الثروة البشرية التي هي عضد المجتمع فأنت أم الطفل والرجل والشاب والفتاة وأنت الأصل في خلق الأمم، الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق .
وللأب الفاضل المنشغل عن أبنائه ولا يظهر لهم دوره كأب فعندما يعود أبناؤك من المدرسة أرجوك أن تقترب منهم ولو بلمسة حنان على حقائبهم المثقلة بالمناهج، أبتاه هيا لنحمل معول الصبر ، نعم إنني أعترف بأنك تعود من عملك حاملاً من الهموم الكثر ولكن هناك أمانة عرضت على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وحملتها أنت ألا تسارع الآن لكي تحل مسائل الرياضيات مع طفلك ، ألا توافقني بأن ابنتك في حاجة لحفظ النصوص الأدبية ؟
إذن أنت يا أبتاه عماد بيتك وبدونك لا يكون الأبناء زينة الحياة، إليك يا أختاه أنت ربة البيت تمضين من وقتك الكثير في قراءة المجلات وتحومين حول الفضائيات وتتفكهين في كل محطة مما لذ لك وطاب وحينما يهلل أبنائك فرحين بعودتهم إلى البيت ينتابهم الذهول فالبيت بلا طعام والوضع مهلهل ليس على ما يرام ، فتتداركين نفسك أخيرا ً حين أذان الظهر أن عليك مسؤوليات فليس كل ما أمضيته من وقتك هو ملك لك .
إنك يا أختاه راعية ومسؤولة عن رعيتك ، فأنت الرائدة في المجتمع . ثقي أبداً أن أسرتك لا تقوم لها قائمة إلا إذا إنتفعتي بما أقول فاستيقظي مبكرة وباشري عملك في البيت واستمتعي بعمل الأشياء التي تثلج صدورهم حتى لا يأووا إلى بيت أخر فينقلبوا على أعقابهم خائبين، وكلمة أخيرة لكل من يتلاعب بالآخرين فهناك المنافقون والمطففون وهناك المهملون ، نجد في مجتمعنا الخائنين والكاذبين والساقطين والفاسقين وكل من جاوز الحد وبغى هو متلاعب بالآخرين .
إلى كل أولاء وأولئك أهمس في آذانهم اتقوا الله ، كفاكم ويحكم توقفوا ألمَا تصحوا والشيب في رؤوسكم ألمَا ؟ معاً وسوياً لبناء هذا المجتمع التقي النقي الذي لا يقبل إلا الطاهرين المخلصين .