الممالك العربية
نشأت في جنوب الجزيرة العربيّة في قرون ما قبل الميلاد ممالك عربيّة اشتهرت عبر التّاريخ بحضارتها ومعالمها الأثريّة التي بقي بعضها إلى وقتنا الحاضر، ومن بين تلك الممالك مملكة سمّيت بمملكة سبأ وهي مملكة الملكة بلقيس، وعلى الرّغم من أنّ علماء الآثار والمؤرّخين لم يستدلوا على حقيقة وجود هذه المملكة ولم تصلهم أخبار وافية عنها، إلاّ أنّ كلّ الدّلائل تشير إلى وجود هذه المملكة ونشوئها في جنوب الجزيرة العربيّة في فترةٍ من الزّمان، كما أنّ القرآن الكريم قد تحدّث عن تلك المملكة وتحدّث عن ملكتها الشّهيرة، وهذا الأمر يعدّ دليلًا قاطعًا على وجود هذه المملكة، فتعرف على ما هى سيرة ملكة سبأ التي حكمت تلك المملكة؟
مُلك سليمان
مكّن الله سبحانه وتعالى لنبيّه سليمان عليه السّلام في الأرض وآتاه ملكًا لا ينبغي لأحدٍ من بعده، وقد كانت مظاهر هذا الملك كثيرة وعجيبة منها تسخير الرّياح التي تجري بأمر سليمان إلى المكان الذي يريده، وكذلك تسخير الجنّ للعمل وتشييد الصّروح والبناء، وتكليم الطّير والحيوانات وتسخيرها لخدمة مملكة سليمان.
مملكة سبأ
في إحدى الأيّام وبينما كان سليمان عليه السّلام يستعرض ملكه وحاشيته إذا به يفتقد وجود طير الهدهد فيسأل عنه ويتوعّده بسبب هذا الغياب دون عذر، وبعد فترة وجيزةٍ يأتي الهدهد إلى سليمان ليخبره بأمرٍ عجيب قد رآه بينما كان يتجوّل في آفاق الأرض حينما وصل إلى مملكة سبأ في اليمن ووجد قومًا يمارسون طقوسًا ما أنزل الله بها من سلطان، ومن هذه الطّقوس سجودهم للشّمس التي هي مخلوقٌ من مخلوقات الله، وعندما سمع سليمان بالخبر غضب لذلك غضبًا شديدًا وقرّر إرسال رسالة من خلال الهدهد إلى ملكة سبأ بلقيس ينذرها بضرورة أن يأتي قومها إليه وهم مسلمون.
مراسلات بلقيس مع النّبي سليمان عليه السّلام
عندما ألقى الهدهد رسالة سليمان إلى بلقيس قرأتها فإذا بها وعيدٌ شديد، فاستشارت وجهاء قومها ومستشاريها فذكّروها ببأسهم وقوّتهم في مقارعة الأعداء وأرجعوا أمر اتخاذ القرار النّهائي إليها، وقد استقّر رأي بلقيس في أن ترسل الهدايا إلى سليمان عليه السّلام علّها تؤثّر فيه، وعندما قدمت الهدايا الثّمينة إلى سليمان غضب لذلك غضبًا شديدًا وتوعّدهم بجيشٍ عظيم يخرجهم من أرضهم صاغرين.
بلقيس تسلم مع سليمان لله ربّ العالمين
عندما علمت بلقيس بوعيد سليمان عليه السّلام قرّرت القدوم إليه بنفسها لتدخل إلى مملكة بني إسرائيل ولتدخل الصّرح العجيب الذي كان ممرّدًا من قوارير فتحسبه كأنّه أمواج بحار ولتدرك أنّ الله تعالى قد آتى سليمان علمًا وملكًا كبيرين لم تأت مثلهما فأسلمت مع سليمان لله رب العالمين .