لازالت المدينة العراقية بابل قائمة حتى الآن في بلاد الرافدين ، وما فيها من جمال يشهد على عظمتها على مر التاريخ ، هي مدينة حضارية منذ القدم ، تقع في العراق ، تعرف الآن بإسم الحلّة رغم محافظتها على إسمها الأصلي بابل وهو دارج في الاستعمال ، أقيمت في بابل قديما حضارة سميت الحضارة البابلية وآثارها قائمة وجلية وتدل على تقدم حضاري سابق عصره آنذاك ، ولكن للأسف فإن الكثير منها قد تهدم ، أهم ما تعرف به بابل هو البرج ، أو ما يسمى بالملوية ، وهو برج عال عبارة عن درج يلتف بطريقة دورانية حتى الأعلى ، بالإضافة إلى قاعدته الدائرية الكبيرة التي يقل قطرها كلما ارتفع البرج لأعلى ، وقد أقيمت حول هذا البرج حكايات كثيرة تناولت سبب بناءه أشهرها القصة التي يتناولها الكتاب المقدس في العهد القديم ، والي تقول بأن الحاكم آنذلك طلب من انصاره بناء برج عالٍ يصل حد السماء وكان يعتقد حينها أن السماء كسقف يمكنه إذا ارتقى في برج إليها ان ينظر لما ورائها ، وكان هدفه من ذلك رؤية الإله الذي كانوا قد آمنوا به حينها ( زمن ما قبل الأديان ) فغضب عليه الإله ولم يمكنه من إكمال البرج ، عن طريق بلبلته للسان كل القائمين على بناءه فلم يعودوا قادرين على التواصل فيما بينهم ولم يكتمل البناء ، وحسب العهد القديم فإن اكثر لغات الأرض ظهرت إثر هذه الواقعة . وهذه القصة ليست عليها أية دلائل تاريخية . كانت بابل العاصمة لكل الشعب البابلي أثناء حكم حامورابي وهو قائد مشهور جدا وضع قواعد للحكم داخل مناطق الدولة الرئيسية وعلى الأطراف ، وإلى الآن تعرف القواعد التي وضعها للحكم والمعيشة وهي كانت تقديمة جدا بالنسبة لعصره بشريعة حامورابي ، أو قانون حامورابي ، شملت دولته معظم مناطق ما بين النهرين وكانت بابل عاصمتها بحيث تقع على ضفاف نهر الفرات . كان نظام الحكم فيها تابع لسلالة تعرف بسلالة العموريين أو الآموريين وهي مكونة من إحدى عشر ملكاً استمر حكمهم خلال ثلاثة قرون قبل الميلاد . اللغة المستخدمة كانت اللغة البابلية وبحكم انها الحضارة المسيطرة فهي اللغة التي سادت البلاد . ونظام الحكم فيها كان مركزيا ، أي أنه توجد إدارة تشبه مبدء الحكومة في عصرنا تحكم وتصدر القرارات لما يخص كل المناطق التي يشملها الحكم .