بهلاء هي مدينة تقع في سلطنة عُمان، وهي مدينة داخليّة تبعد عن العاصمة مسقط مسافة مائتي وعشرة كيلو متراً، ويحيط بها عددٌ من المدن المهمّة، فمن الجهة الشّمالية تحيط بها ولاية الحمراء، ومن الجهة الجنوبيّة ولاية آدم، ومن الجهة الشّرقيّة ولايتي نزوى ومنح، ومن الجهة الغربيّة تقع ولاية عبري، ويوجد في مدينة بهلاء عدداً من الأودية التي تتفرّع من الجبال المحيطة بها، وأهمها وادي قريّات وهو أهم وادي داخل سلطنة عُمان؛ نظراً لكونه جزءاً من الصّحراء الكبرى التي تقع في شبه الجزيرة العربيّة.
تمّ ذكر اسم مدينة بهلاء في كتب التّاريخ، وكان يذكر بضم حرف الباء بُهلاء أو بُهلا وتعني المدينة الجامعة للخير، فبهلا ولاية تاريخيةّ منذ القدم وتزخر فيها الكثير من الآثار التّاريخيّة والمعالم السّياحيّة الرّائعة الجمال، وبسبب الطّبيعة الصّحراوية وجمالها الخلّاب سكنت بهذه الولاية الكثير من القبائل المهمّة ونذكر من هذه القبائل: قبيلة العبريون،المعد، المشاقصة، بنو شكيل، الدروع،آل شعيل، الهواشم، بنو ريام، بنو هناه، الحرث، آل مفرج، الحنوش، العداونة، آل بيمان، آل يحياء، القصاصبة، الشيابنة، وبني عوف وغيرها من القبائل الأخرى.
تتميّز مدينة البهلاء بالواحات الجميلة ومنها واحة بهلاء التي تتميّز بكثافة أشجار النّخيل، وتتميّز الواحات المقامة في مدينة بهلاء بالأسوار المحاطة حول كل واحة، ويوجد في داخل السّور عدد من الحارات، ونذكر هناك قلعة مقامة في مدينة بهلاء ويحيط بها عدد من الأبراج التي كانت تستخدم لأغراض دفاعيّة، ومن الناحيّة الغربيّة للقلعة يتواجد سوق بهلا القديم.
سور واحة بهلاء
كما ذكرنا تمّ إنشاء السّور لأغراض دفاعيّة، ونقصد بالدّفاعية أي السّور مجهّز بغرف خاصّة للجنود ورماة السّهام لحماية القلعة والواحة جيّداً، ولا يُعرف إلى الآن حقيقة الفترة التي تم بناء السّور فيها، ويُقال يعود تاريخ هذا السّور إلى الفترة التي تواجد بها الفرس، ويقال أنّ قبائل دولة النباهنة قامت ببنائه عندما سكنت هذه المدينة، فالسّور مبني بطريقة مميّزة جداً وبعناية ودقة بالغة لمنع أي محاولة تسلّل إلى داخل الواحة وإلى الحارات الموجودة فيها.
قلعة بهلاء
هي قلعة مبينة من الطّين على تلّة تُشرف وتتوسّط واحة من النّخيل، وشكل البناء الهندسي للقلعة عبارة عن شكل مثلث تقريباً، وتعتبر أقدم قلعة في سلطنة عُمان ويعود تاريخها إلى ما قبل عهد الإسلام أيام الدولة النبهانية.
المسجد الجامع
يعود تاريخ بناء المسجد الجامع إلى عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه كما يُقال، ويقع هذا المسجد بالقرب من قلعة بهلاء وهو المسجد الرّئيسي في مدينة بهلاء، وتعتبر أعمدة المسجد وجدرانه من الشّواهد على التّاريخ الذي مرّ به المسجد، أي هناك الكثير من الكتابات التي كانت تسجّل الأحداث التّاريخيّة التي كان يسجلها سكان مدينة بهلاء قديماً مثل الغزوات والشّخصيات المهمة، وخضع هذا المسجد إلى الترميم عدّة مرات، وتمّ توسعته على مختلف عهود الدّولة الإسلاميّة.
