أجمع أكثر الباحثين على أنّ ولادة ماركو بولو كانت في عام 1254 ، ومسقط رأسه في مدينة البندقية .
وتخبرنا الكتب ، أنّ والد ماركو بولو وعمّه كانا يعملان في التجارة البحريّة ، ما بين مدينة البندقية ومتجهين صوب الشرق الأوسط ، حيث حققا ثروةً عظيمة الشأن ، حيث حوّلا معظم أمولهما إلى مجوهرات ، حملاها معهم ورحلا عن القسطنطينية ، بسبب التغيّر في الأوضاع السياسية للبلاد ، ويستقرا في آسيا ، لتموت والدة ماركو ، وتعهد عمّته في تربيته وتعليمه في البندقية ، يتيم الأم وبعيداً عن والده .
فتعلّم ماركو التعامل مع العملات الأجنبية ، وسفن الشحن ، وما إلى ذلك ، ليعود إليه والده ويراه لأوّل مرّة من سفره عام 1271 ، حيث كان ماركو في السابعة عشر من عمره ، فينطلق برفقة والده متجهين إلى آسيا ، وهنا تبدأ مغامرته ، مبتعدين عن البندقية أربعة وعشرين عاماً ، جامعين الكثير من الكنوز والثروات الباهظة .
عند عودته إلى البندقية ، كانت نيران الحرب مشتعلة بينها وبين جنوى ، فيتم أسر ماركو في هذه الحرب ، ويمضي عدّة شهورٍ وهو يملي في هذا السجن أخبار أسفاره ورحلاته على أسيرٍ معه هو ( رستيشيللو دا بيزا) ، حيث قام هذا الأخير بتدوين كلّ الحكايات والأخبار بشكلٍ مفصّلٍ ، وبوصفٍ دقيقٍ لما أخبره مما رآه في آسيا ، من أمور اجتماعية وتجارية ، فينتشر هذا المخطوط في كافة أرجاء أوروبا ، حيث عرف باسم ( رحلات ماركو بولو ) ، ويكون بمثابة معلوماتٍ شاملة عن الدول التي تقع في الشرق الأقصى ، مثل اليابان والهند والصين ، وأساليب وطرق ووسائل العمل الداخلية فيها .
وبعد أن أطلق سراحه ، استقر في مدينة البندقية وتزوّج عام 1300 ، ولم يغادر المدينة مطلقاً ، ولكنه قام بتمويل بعثاتٍ ورحلاتٍ متجهة إلى الشرق الأقصى ، حيث أصبح ماركو بولو من التجّار الأثرياء في بلده ، إذ أطلق عليه في مدينته اسم ( السيد مليون ) ، لغناه العظيم .
كثيرة هي المخطوطات التي تحدّثت عن مغامرات ماركو بولو واكتشافه لدول الشرق الأقصى ، ولكنّ النسخة الأصلية من كتابه مفقودة ، فبعض المخطوطات فيها الكثير من التناقضات عمّا يأتي في بعضها الآخر ، حيث عثر على ما يقارب الـ 150 نسخة من مغامرات ماركو في العديد من اللّغات، ونجد كتباً قد جمعت أغلب هذه المخطوطات والمدوّنات في كتابٍ واحدٍ ، تخبرنا فيه عن أسفاره ورحلاته واكتشافاته لعاداتهم وتقاليدهم وبعض أمورهم الداخلية ، وخاصة أمور التجارة فيما يخصّ كل بلد .